في جزيرة تاروت.. زهور المستقبل يستعرض خدماته في لقاء تعريفي

دشّنت عضو المجلس البلدي بالقطيف خضراء آل مبارك اللقاء التعريفي السنوي الأول بمركز زهور المستقبل بالتركية، الذي نظمته لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بجمعية تاروت الخيرية يوم السبت 23 ذو الحجة 1440هـ، بحضور رئيس مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية محمد علي الصغير، وعدد من أعضاء مجلس إدارته، ومنسوبي إدارة جمعية سيهات الخيرية، ومجموعة من الزوار المهتمين والمهتمات بالشأن الاجتماعي والتربوي في المجتمع.

وأكدت آل مبارك خلال كلمتها أن هذا اللقاء يعتبر مساهمة في خلق جنة لفئة من أطفال مجتمعنا الذين شاءت أقدارهم أن تكون لهم احتياجات خاصة للتغلب على بعض الصعوبات التي تلازمهم، مطالبةً المحيطين بهم والذين يعيشون معهم بتقديم الوسائل وتوفير السبل لهم في البيت والمدرسة والشارع والعمل وفي الدوائر المختلفة، بحيث لا يشكل ما لازمهم من صعوبة في الحركة أو النطق أو الصحة عائقاً أمامهم لممارسة حياتهم الطبيعية.

وقالت: “إن هذه الأجواء والمحيط يمكن أن تخلق بتكاتف الجهود المعنية بداية من البيت وبيئة التعليم والمجتمع والجهات الرسمية وغير الرسمية وبالتنسيق فيما بينهم، وكل بما يتمكن من تقديمه لتتكامل الجهود لتمكين كل فرد من أفراد المجتمع ممن يحتاجون أي مساندة، ليصبحوا متواجدين على مقاعد الدراسة، وفي السوق والشارع بشكل طبيعي، وليكون حضورهم في ميدان العمل فاعلًا كغيرهم من الأسوياء”.

وشكرت آل مبارك مركز زهور المستقبل لرفعه شعلة تضيء الطريق وترسم ملامح المسير، مع القائمين على هذا المركز الرائد في رسالته والفاعل في أنشطته والمتميز في مخرجاته ونتائجه.

وفي بداية اللقاء، ألقى رئيس جمعية تاروت محمد الصغير كلمة ترحيبية بالحضور الكريم، معربًا فيها عن سعادته بهم، واصفًا هذه الفعالية بأنها حلقة من سلسلة الفعاليات السابقة التي نظمها المركز داخله أو خارجه لأفراد المجتمع.

حالات يستقبلها المركز
يستقبل مركز زهور المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية تاروت الخيرية بجزيرة تاروت عشرات الحالات من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن بين هذه الحالات الطفل علي حسن آل غزوي الذي يعاني إعاقة حركية عقلية منذ ولادته، مما يضعه في مصاف ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى رعاية صحية وتأهيلية واجتماعية مستمرة، تنمي القدرات التي لديه بصورة طبيعية.

«القطيف اليوم» التقت بوالدة الطفل آل غزوي للحديث عن حالته وكيف تم التعاطي معه من الجهات المعنية، وما المعوقات التي تواجهه، فأوضحت الأم التي لديها فقط بنت وهذا الطفل ذو الثلاث سنوات وتسعة أشهر، أنها اكتشفت إعاقة ابنها بعد ولادته مباشرة نتيجة لوجود تغير في ملامحه وصغر حجم رأسه، كما أنه لا يرضع بصورة طبيعية، وبيّنت أنه مع الفحص الدقيق، تم تشخيص حالة ابنها بأنه يعاني من إعاقة فكرية حركية، لوجود خلل في الكروموسومات، كما أن إعاقته أثرت على بعض الحواس لديه.

وذكرت الأم أن ابنها تلقى التأهيل منذ السنة الأولى من عمره في مدينة الأمير سلطان الإنسانية في الرياض، بتقديم علاج طبيعي ووظيفي، مع المتابعة الصحية في مستشفى الأطفال والولادة بالدمام.

وأشارت إلى أن بلوغه هذا العمر أوجد ضرورة إلحاقه ببرامج تأهيلية تساعده على تنمية مهاراته وتعزيز التواصل مع الآخرين لديه، ولذلك فقد ألحقته بمركز زهور المستقبل التابع لجمعية تاروت الخيرية في الفترة الصيفية حيث لاحظت عليه تغييرًا في مستوى التواصل مع من حوله فبعد أن كان كثير البكاء بمجرد غيابها عنه بدأ يتاقلم مع من حوله، بالإضافة إلى وجود تغير في مستوى حركته الذي بدأ في التحسن.

وبالنسبة لمستوى الكلام واللغة عنده؟ أوضحت أنه يتكلم بعض الكلمات، ويعتمد على بعض الإيماءات الحركية التي تفسرها بأنه جائع أو يريد ماء أو حتى يريد الحديث.

وأكدت أن ذوي الإعاقة رغم الدعم المقدم لهم إلا أنهم يبقون بحاجة إلى الدعم الصحي والاجتماعي والمادي من الجهات ذات العلاقة في المجتمع، وعلى رأسها توفير مراكز تأهيل تخدمهم وتكون بالقرب من مقرات سكنهم، منوهةً إلى أن أحد الأسباب التي عززت تواصلها بمركز زهور المستقبل هو قربه من منزلهم في ذات المخطط السكني.

في ضوء ذلك؛ أوضح رئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة شفيق آل سيف أن المركز على استعداد لتقديم الخدمات التأهيلية للأطفال ذوي الإعاقة لما قبل دخولهم المدرسة، وإقامة برامج الإرشاد الأسري والاجتماعي للأسر، مع البرامج والدورات التثقيفية لأفراد المجتمع، بالإضافة إلى تقديم البرامج التدريبية لخريجات التربية الخاصة.

وأشار آل سيف إلى أن المركز يستقبل ذوي الإعاقة من الذكور من عمر 3 – 12 سنة، والإناث من عمر 3 – 40 سنة، لعدد من الفئات وهي؛ متلازمة الداون، والتوحد، بالإضافة إلى الإعاقات العقلية والحركية والمتعددة.

وبين أن البرامج والخدمات المساندة التي يقدمها والتي من شأنها تنمية المهارات لذوي الإعاقة والعمل على تقديمها وفق احتياجات كل شخص وفقًا لنوع الإعاقة، تكون بإعداد برامج خاصة فردية.

وعليه عدد البرامج وهي؛ العلاج الوظيفي، والنطق والتخاطب، والبرنامج الأكاديمي، والنفسي وتعديل السلوك، والعلاج الطبيعي، والبرنامج الاجتماعي، والإرشاد الأسري، بالإضافة إلى اختبارات الذكاء، وبرنامج التكامل الحسي.

واعتبر التعريف بخدمات المركز وربطه بخطوط التعاون من الجهات التي يحتاجها الأفراد ذوو الإعاقة من القطاع الصحي والمؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية، والتي تخرجه من رهن البيت إلى التحليق في معترك الحياة.

وركز على دور المؤسسات الحكومية وتوفير سبل الراحة لذوي الإعاقة في المدرسة والشارع والنادي الترفيهي بالسبل التي تناسب قدراتهم واحتياجاتهم، مع النظر إلى كل فرد نظرة فردية.

ودعا آل سيف أفراد المجتمع إلى تعزيز المبادرات والشراكات الاجتماعية ومد الأيادي البيضاء بتقديم الدعم المادي والمعنوي لهذه الفئة، والنظر إليهم بعين الرعاية عبر التفكير في كفالة أحد أفراد هذه الفئة من الناحية التعليمية أو التأهيلية من أجل تذليل الصعاب لهم وسط شح في محافظة القطيف.

وفي نهاية اللقاء أخذ الجميع جولة تعريفية على الأقسام الخاصة بالمركز، واستمعوا إلى شرح من قبل منسوبات المركز عن كيفية تقديم الخدمات وإلى أي فئة تقدم.


error: المحتوي محمي