بين أكثر من 300 متفوقة.. 19 موهوبة على منصة تكريم أم الحمام

شهد حفل جائزة التفوق الدراسي بأم الحمام “أنتم فخرنا 6″، تميز أحد عشر نموذجًا، ضمن 311 متفوقة من جميع المراحل؛ حيث إن منهن من تحتفل للمرة السادسة بتفوقها، ومن تصعد على منصة التكريم للمرة الأولى، ومنهن من تحدت صعوبات الغربة عن الوطن، ومن تحدت الغربة عن عالم الأسوياء.

«القطيف اليوم» تسلّط الضوء على مسيرة التفوق، فكل منهن وراءها قصة مختلفة، تختلف في التفاصيل، وتتشابه في النهاية..

ولو في الصين
كانت الدكتورة فاطمة سلمان آل جبر، بين 11 منجزةً، تحدثت عن أسرار إنجازها وتميزها، وعن دراستها وحصولها على بكالوريوس طب وجراحة عامة من جامعة شاندونغ في الصين، وكشفت عن السر وراء الدراسة في الصين، وكيف أن طلبت العلم ولو في الصين.

آل جبر المنحدرة من بلدة أم الحمام تحدثت عن تجربتها ورجوعها للوطن والعمل في مستشفى بقيق، مبينةً في بدء حديثها أن حلمها منذ البداية كان أن تكون طبيبة، ومع محدودية الجامعات، لم تُقبَل لدراسة الطب، فاتجهت لدراسة علم الفيزياء لمدة عامين في جامعة الدمام، قبل دراستها دبلوم حاسب آلي في كلية المجتمع وتخرجها بدرجة امتياز.

عهد البعثات
ووجدت مع فتح البعثات عهدًا جديدًا لحملة الدبلوم، بتقديمها على طلب بعثة في الدفعة 4، وحملت طموحها إلى الصين، رغم استنكار الناس؛ لماذا الدراسة في الصين؟ وكيف؟، فبدأت مشوارها بدراسة اللغة الصينية لمدة سنة كاملة، لتبدأ الدراسة باللغة الإنجليزية وتحولها من دراسة الحاسب الآلي إلى الطب البشري.

واجهت آل جبر صعوبات الدراسة بالجد والإيمان والصبر والمثابرة، وكانت العقبات عديدة منها؛ الغربة وقلة السعوديين مما زاد شعورها بالوحدة، وصعوبة دراسة الطب، وقبل ذلك اللغة الصينية، كونها جديدة عليها، بالإضافة إلى الانخراط في الصين وتعلم لغتها.

أشد المواقف
وأشارت إلى أشد المواقف التي واجهتها في آخر سنة دراسية، وهو حملها بعد سبع سنوات، حيث تقرر ولادتها بعد الاختبارات، إلا أنها تفاجأت بولادتها بعد أول اختبار، في ليلة كانت فيها الظروف الجوية صعبة بسبب الأمطار والبرد الشديدين، وكانت الولادة قيصرية لتنجب ولدًا ولكن الله توفاه في ساعة ولادته، فشعرت في ذلك الموقف بألمين جسدي ونفسي.

وأوضحت أن الجامعة وضعتها في ذلك الوقت أمام خيارين؛ إما استكمال الاختبارات مع سوء حالتها الصحية، أو التأجيل والعودة للوطن والرجوع بعد سنة لإنهاء الدراسة، وهنا جمعت قواها متسلحة بالثقة بالله بقرار إكمال الاختبارات، لتتخرج في ذات السنة.

التطوع حياة
ونوهت بأنها إحدى المتطوعات في لجنة الأنوار ضمن حملة “نعم الجود” للتبرع بالدم، مؤكدة أنها إذا عاد بها الزمن إلى الوراء كانت ستعمل على تطوير لغتها الإنجليزية.

وحول شعورها بما وراء قرار وزارة التعليم لتعلم اللغة الصينية، قالت: “أسعدني هذا القرار كوني أمًا، وأنا وأبنائي نجيد اللغة الصينية، وكشفت أن اللغة الصينية مع صعوبتها إلا أنها لها أسلوب خاص للكتابة والحديث، منوهةً بأنها تتألف من 50 ألف خنزة، في حين أن تعلم 300 خنزة فقط يكفي للدراسة الجامعية.

وفي ختام حديثها هنأت المتفوقات على هذا الإنجاز ودعتهن إلى المواصلة، مع توجيه الشكر إلى جائزة “أنتم فخرنا”، وجمعية أم الحمام، وإلى القيادة الرشيدة لتسهيل أمور التعليم.

الصفوف الفكرية
من جانبها، وقفت الموهوبة غفران محمد عقاقة بين 19 طالبةً موهوبةً في حفل جائزة التفوق الدراسي بأم الحمام “أنتم فخرنا 6” معتزة بموهبتها رغم إعاقتها الفكرية، لتعلن للجميع أنها استطاعت أن تصنع منها موهبة، خلال سنواتها الدراسية إلى أن تخرجت في المرحلة الثانوية “الصفوف الفكرية”.

وذكرت أختها فاطمة عقاقة لـ«القطيف اليوم» أنها انطلقت من الدراسة بجمعية فتاة الخليج في الخبر، إلى الدراسة لجميع المراحل الدراسية في مدارس الدمج بالقطيف، واكتسبت خلالها كثيرًا من المواهب منها؛ التلوين وأشغال الصوف، وصنع قبعات ولفات بالصوف، بالإضافة إلى مهارة العناية بالأطفال، بما تحمل من قلب حانٍ يسع الجميع.

للمرة السادسة
وبالنسبة للطالبة المتفوقة زهراء محمد المرهون المنتقلة للصف الثالث الثانوي، فاحتفت بوقوفها على هذه المنصة للمرة السادسة على التوالي، فهي بالفعل تعتبر ابنة الجائزة، حيث ذكرت أن أول تكريم لها كان في الصف السادس الابتدائي، وأنها سعت إلى تحقيقه لما بعده من السنوات، متمنيةً أن تحرز درجات عالية في الصف الثالث الثانوي لاختبار التحصيلي والقدرات، وتمكنها من دخول كلية الطب، منوهةً بأن اللقاء مع الدكتورة آل جبر منحها دافعًا للإصرار على التفوق والتميز.

كذلك كان الحال مع المتفوقة فاطمة حسن الحبيب، المتخرجة في الصف الثالث الثانوي، والتي اعتبرت حفل التفوق رسم خطى نحو المستقبل، حيث كان تكريمها على مدى سنوات الجائزة الست حافزًا نحو المواصلة، إلى أن وصلت بقبولها في مسار هندسة بجامعة حفر الباطن.

تكريم أخوة
أما أختها حوراء فهي طالبة منتقلة للصف الثاني شعرت أن هذا التكريم إنجاز مختلف عن باقي التكريمات في المرحلة الابتدائية ودافع لها نحو المواصلة، أسوة بأختها فاطمة وتكريم أخيها علي مع الجانب الرجالي.

من الحفل
الحفل الذي نظمته جائزة التفوق الدراسي بجمعية أم الحمام الخيرية، يوم الجمعة 22 ذو الحجة 1440هـ، بقاعة الملك عبدالله الوطنية بالقطيف، برعاية وحضور المتفوقات وأمهاتهن، وعدد من سيدات العمل الاجتماعي والتطوعي والثقافي في المجتمع، وبتشريف من مساعدة مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية ابتسام الحميزي؛ تميز بتكريم 311 طالبة من بينهن 19 طالبةً موهوبةً بجميع المراحل الدراسية، من التعليم العام والتربية الخاصة، و131 متفوقة في المرحلة الثانوية، و150 متفوقة للمرحلة الثانوية، بالإضافة إلى 11 من المتميزات بالمرحلة الجامعية والدراسات العليا.

وقدمت فقراته العريفة عقيلة آل عبدالله، واستهلت بتلاوة عطرة من كتاب الله من القارئة منى العاقول، بعدها جاءت كلمة الجهة المنظمة وقد ألقتها وردة الطلالوة، مبتدئة بالترحيب بالحضور الكريم، معتبرةً حفل التفوق فرصة لتوليد الأهداف الجديدة، وتزيد من الرضا والسعادة والفخر لدى أبناء الوطن.

ودعت إلى العمل المنظم والدعم من أبناء المجتمع، وعدم البخل بالجهد والمال، وسط ما وجد من زيادة مستوى المعدلات المرتفعة، وما يجد من تشجيع على مستوى اللجان الأهلية ومسيرة التعليم في المملكة.

ومع هذه الزيادة دخلت الجائزة تكريم مسار الجامعة والدراسات العليا.

وشددت على الطالبات مواصلة المسيرة والحصول على أعلى المستويات لتكون فخرًا للمجتمع نحو تقدم المستقبل، شاكرةً جميع الطالبات والداعمين والقائمين على الحفل، ولقيادة الوطن اهتمامهم بالتعليم.

وتخلل الحفل تقديم عدة فقرات إنشادية من الطالبات والمشاركات، في مقدمتها محاورة شعرية بين القطيف الأم وابنتها أم الحمام بعنوان “ديرة الحب” من تأليف الشاعرة وردة الطلالوة، وقد أخذت دور القطيف زينب المرهون، ودور أم الحمام كاة بأداء زهراء إبراهيم الحرز، وبمشاركة عقيلة إبراهيم الحرز، التي مثلت وحدة وطن، بالإضافة إلى تقديم لوحة إنشادية بعنوان “حمامات التفوق” أداء عدد من المتفوقات، وتكريم الرعاة والداعمين للحفل، وتوجيه الشكر للدعم السخي الذي يقدمونه.


error: المحتوي محمي