النفسيون

بين الحين والآخر أتأمل وأتعلم وأستكشف وأقرأ لكي أصل إلى حقيقة أمر هؤلاء النفسيين الذين يتغيرون ويتلونون في اليوم ألف مرة، تكون أفكارهم وابتساماتهم وكتاباتهم وعلاقاتهم وأفعالهم وشخصياتهم في الصباح كالعسل المصفى وفي العصر كالماء لا تعرف طعمه إلا إذا ذقته وفي الليل كأنهم بشر آخرون.

لماذا هذه النفسيات والأمزجة المختلفة بأشكال متعددة رغم ما يملكون من جمالٍ ويتمتعون بصحة وميسوري الحال إن لم يكن وضعهم ممتازاً، ما أراه مذهلًا والتعامل صعب ومتعب والحكايات والقصص والشخصيات تزداد وكل يوم أكتشف حالات جديدة تشدني لمعرفتها وأقف حائراً لوصفها والتعامل معها وبعدها أغلق ملف العلاقة معها إما لأسباب تافهة أو غامضة أو محيرة رغم ما يكنون من معزة واحترام وتقدير لمعارفهم، إلا أنني لم أستطع أن أصنفهم من أي نوع هؤلاء وإلى أي فكر ينتمون وماذا يحبون ويعشقون وإلى من يميلون لأتمكن من فتح نافذة مشرعة مليئة بالحب وأكون بينهم سعيداً وأريحياً لتستمر بنا المغامرات ونتعرف على بعضنا أكثر.

للأسف هويتهم التغير ومبدأهم الغموض ولا توجد معايير واضحة لتستمر المحبة بينهم، ومما يزيد الدهشة أنهم من المشجعين لك في أمورك العملية والحياتية ويقدمون لك النصائح لتكون علماً ورسالياً ومكافحاً ومجاهداً في أمورك الخاصة وعلاقاتك العامة، وفي نفس الوقت ينقضون ما يقدمونه لك ويقفون ضدك عند أبسط الأمور فيجعلونك تقف حائراً مكبل اليدين وعاجزاً عن إبداء رأيك واتخاذ موقفك لذلك يطلق عليهم “النفسيون”.

نسأل الله العلي القدير أن يطهر قلوبنا ويسدد خطانا ويوفقنا لكل خير إنه سميع مجيب.


error: المحتوي محمي