في صفوى.. بالأهازيج.. الأمهات يحتفين بتكليف 45 فتاةً

شهدت مدينة صفوى، يوم الأربعاء 20 ذو الحجة ١٤٤٠هـ، تتويج 45 فتاةً بمهمة التكليف، في الحفل المنظم من المدرسة الحسينية، بعد اجتياز الدورة التدريبية، لمدة 30 يومًا تلقين خلالها فيضًا من العلوم التأهيلية التي تناسب مرحلتهن العمرية، تكون لهن سلمًا لمرحلة البلوغ.

وجاء الاحتفاء بهن بحضور أمهاتهن، حيث ارتقت جميع المكلفات، يزينهن الحجاب الشرعي، تحفهن الصلوات والأهازيج المحمدية، بعد أن استهل الحفل بتلاوة عطرة لمجموعة من الفتيات المكلفات في الدورات السابقة.

من جانبها، أكدت معلمة الفقه فاطمة القصاب، أهمية التربية في غرس القيم الدينية والأخلاقية، وإيجاد حالة ارتباط منذ الصغر بالصلاة، والتمسك بها كونها مدخلًا لمعرفة الله، داعيةً أن لا تكون دورة التكليف الوحيدة لتعلم المسائل الدينية والحياتية، بل عليهن الدخول في دورات أخرى يستقين منها العلوم النافعة.

واعتبرت المرشدة مكية آل حمدان في – كلمتها التوجيهية – أن التكليف ثمرة لسنوات الطفولة التي نمت مع التربية الحسنة من الوالدين، والنظر إلى الطفل كالأرض الخصبة وما يوضع فيها نماء، مؤكدة أن الله لم يكلف هؤلاء الفتيات في هذا العمر اعتباطًا، لكنه أودع فيهن التهيئة على تلقي الأحكام الشرعية.

وانتقدت “آل حمدان” التهاون من الأهل في عدم الإرشاد للالتزام بالصلاة منذ الصغر، والله خلقها وهو العالم بجعلها محل التكليف نفسيًا وجسديًا لتكون أهلًا لذلك، مع الوعي بأنها بمجرد وصولها لهذا العمر أن الله أوكل لها ملكين لكتابة عملها من خير وشر.

ودعت إلى توعية الأبناء بكيفية الاتصال بالله وأهل البيت صلى الله عليهم وآله وسلم، مؤكدة أن سن التكليف مرحلة للوعي بتكاليف الله، محذرةً الأمهات من خطر الغفلة عن المسؤولية تجاه الأبناء من أجل أمور المعيشة، والتنازل عن وظيفة الأمومة، التي تُعد وظيفة ربانية وليست واجبًا اجتماعيًا أو وطنيًا، بل واجب إلهي لتربية جيل مسؤول عن بناء المستقبل والمجتمع.

وطالبت بعدم الاغترار بالحداثة واعتبار الالتزام  بالعباءة موضع تشدد في الدين، وهنا يأتي دور الإدراك وتطبيق المسؤولية الحقة من الله، ومعرفة المسؤولية المنوطة لنا منه.

وذكرت “آل حمدان” أن الأبناء يعيشون حالة من التناقض في حياتهم، وذلك يعود إلى ثلاثة أمور وهي؛ تشويش الرؤية وغياب الهدف، وعدم إعداد الأمهات إعدادًا كاملًا، وغياب المعرفة بقداسة وظيفة الأمومة، وأخيرًا غياب الآلية الفنية الآلية في مواجهة الأمور، منوهةً بأنه على الفتيات مطالبة أمهاتهن بتعليمهن وتوعيتهن بأمور الحياة وما يدور فيها من متغيرات، ومواصلة التدريب على البرامج الهادفة التي تغرس القيم.

فيما قدمت المكلفة ديما آل قريش خاطرة أعربت فيها عن فخرها بالتكليف الذي يعتبر اقتداءً بالسيدة فاطمة الزهراء “عليها السلام”، وفي المقابل قدمت أمها أبرار قريش كلمة خاصة أفصحت فيها عن مشاعرها ببلوغ ابنتها هذا الشرف بالسير على خطى سيدات أهل البيت ولبس تاج العفة.

وتخلل الحفل عدة فقرات كان منها؛ تقديم المكلفات أنشودة جماعية عن الحجاب، ومشاركة الأمهات في الجلوات الفاطمية بشكل جماعي، التي تصدح بالأهازيج المحمدية بصوت القارئة الحسينية زينب آل قريش.

وأوضحت المنسقة والمُعدة لبرنامج التكليف نعيمة آل حمدان، لـ«القطيف اليوم»، أن حفل التكليف سبقه برنامج تثقيفي وإرشادي وترفيهي للفتيات لمدة شهر، شمل مواضيع منوعة في؛ العقائد والفقه، والتاريخ، والصحة، والطهي، والجمال، والغذاء، والرياضة، بهدف تنمية المهارات الحياتية لهن، وربطها بالجانب التربوي والسلوكي.

وقالت “آل حمدان” إنه شاركها في التنسيق والإعداد آسيا المطرود، وأشرفت على المتابعة غدير إخوان، بالإضافة إلى مشاركة 15 كادرًا نسائيًا في إعداد الدورة والحفل، حيث كان الحفل تحت إشراف حياة فردان.

وختم الحفل بتقديم الهدايا التقديرية للمكلفات، مع تكريم الكوادر التطوعية في الدورة والحفل.

 


error: المحتوي محمي