أكد الخطاط نافع تحيفا أهمية أخذ العلوم الخطية من معلم ذي خبرة وتجارب، والتي تنعكس في طريقة تفكير الطالب، ليكون له نظرة معلمه النافذة، وينظر إلى الحرف والكلمة واللوحة بعمق يترجم فكر وتوجه ورؤية المعلم الثاقبة وعقله الناضج، مع ضرورة اختيار المعلم الذي يشاد به بين الناس، ذو أهلية، ولا يبخل على طالبه بالمعلومة.
جاء ذلك في حديث “تحيفا” في ندوة “منارات في طريق الخط”، التي نظمتها جماعة الخط العربي بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف، يوم الأربعاء 21 أغسطس 2019م، بقاعة تنمية القطيف، بحضور عدد من الخطاطين والمهتمين والمهتمات بفن الخط العربي.
استهلت الندوة بالتعريف من الخطاط حسن الزاهر للخطاط “تحيفا” على أنه أحد رواد الحركة الخطية في القطيف وخارجها، بما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن، مشيرًا إلى بعض الإنجازات التي حققها خلال مسيرته في تعلم وتعليم الخط.
من جانبه، أوضح “تحيفا” أدبيات التعامل بين المتعلم لفنون الخط، والمعلم المقدم للمعلومة التي تعكس زخمًا من تجاربه في مسيرته، وكيف يمكن إيجاد نقاط التقاء بين الخطاط ومعلمه.
ودعا المعلم إلى عدم تفضيل أحد الطلبة دون الآخر، مع وجود جدية من الطالب للتعلم، وضرورة لجوئه لمعلم غيره بعد استكمال دراسته، كونها فرصة له وتجربة جديدة تغذي شغفه للمزيد من الدراسة، وفي المقابل في حال توجه الطالب لمعلم غيره قبل استكمال دراسته يشعر المعلم بأنه غير مؤهل، ويشتت الطالب بين المعلمين.
وطالب المتعلم للخط بأن يكون مجدًا، وصبورًا، يلزم ترتيب وقته بين المطالعة والمتابعة والمناقشة مع الخطاطين والتواصل معهم، منوهًا بأنه يجب أن لا يبخل على نفسه بالترحال ومشاهدة الأعمال العظيمة والمشاركات التي تعكس ثقافة الشعوب.
وشدد على ضرورة تحلي المتعلم باللطف في طلب المسألة من معلمه، باختيار الألفاظ المرتبة الرزينة التي تجعله يقبل عليه بالجواب وما وراء الجواب، بالإضافة إلى الاعتراف بفضل المعلم ومداومة العلاقة معه بشكل إيجابي بإظهار المشاعر والإشادة به، منبهًا إلى عدم منازعة المعلم في رأيه مهما اختلف معه وتذكر أنه معلمه الذي نهل منه الكثير.
وتعددت المداخلات من الحضور حول المحاور التي ذكرها الخطاط “تحيفا”، فكان منها مداخلة الخطاط صالح الحداد بقوله: “كل علم ينبري علماؤه في التأليف والتدوين وبيان مجاله، إلا الخط، نجد الكتب تعرف بمحتوى معارض فنية، وغياب المعلومة والأحاديث الأدبية حوله، وهنا نجد الفرق بين المعلم الأكاديمي المتبحر الذي يختلف عن المعلم بالسليقة”، ورد الخطاط بجملة مختصرة بقوله: “هنا يبرز دور سر الصنعة”.
وانتقد بعض الحضور عدم معرفة مراحل الكتابة والإبداع للخطاطين، كما أن البعض لا ينشر علمه، وأجاب “تحيفا” بأن من يفعل ذلك يخشى النقد، متأسفًا على غياب النقد الأكاديمي في الخط، إذ نجد أن فن الخط لم يشبع من الكتابات النقدية.
وفي ختام الندوة، وجه رئيس جماعة الخط العربي علي السواري، الشكر إلى الخطاط نافع تحيفا على ما قدم من معلومات أثرت الجميع، وتمنى أن تكون نقطة انطلاقة نحو استمرار طلب العلم النير.