
أصبحت حمية الكيتو شائعة ومتداولة بشكل كبير في أوساطنا وخصوصا بين من يسعى لنزول وزنه سريعًا، ومن الملاحظ ترافق هذا التداول مع تسويق خاطئ لهذه الحمية من قبل غير المختصين في مجال التغذية، وهناك من يتبعها من باب “اسأل مجرب ولا تسأل طبيب”.
أحببت أن أقدم هذه الكلمات المختصرة، وهي عبارة عن توضيح بسيط لحمية الكيتو مع ذكر لبعض المزايا والعيوب التي تتصف بها.
الكيتو نظام غذائي عالٍ في محتواه من الدهون، متوسط البروتين وقليل في الكربوهيدرات، يقوم الجسم عند اتباع نظام الكيتو باستخدام الأجسام الكيتونية (1) كمصدر للطاقة بدلًا من الجلوكوز.
لنظام الكيتو مزايا علاجية لبعض الأمراض مثل مرض الصرع وأثبت فعاليته في التغلب عليه منذ القدم، حيث إن للأجسام الكيتونية دورًا في إعاقة الإشارات العصبية، وبذلك يلغي هذا الدور سببًا مهمًا من أسباب تشنج العضلات، وبالتالي تقليل حدوث نوبات الصرع وربما عدم حدوثها.
أيضًا لبعض الدراسات الحديثة رأي في أن نظام الكيتو قد يكون نافعًا لعلاج أنواع معينة من السرطانات إلى جانب العلاج الكيماوي، وتتلخص فكرة الدراسة في أن الكيتو دايت يحرم الأورام من الجلوكوز الذي تتغذى عليه هذه الأورام، مما يؤدي الى الحد من نموها وانتشارها.
ويمنع هذا النظام عن مرضى الفشل الكلوي لأنه سيزيد العبء على الكلى للتخلص من الأجسام الكيتونية، وأيضًا يمنع عن مرضى السكري لأن أجسامهم متهيئة لإنتاج الأجسام الكيتونية بكميات عالية، خاصة غير الملتزمين بحميتهم العلاجية وأدويتهم.
أما من يستخدم الكيتو دايت لمجرد نزول الوزن بشكل سريع والوصول لوزن مثالي ومن ثم العودة إلى أنظمته وعاداته الغذائية السابقة، فقد يعرض نفسه لمشاكل صحية كثيرة منها هشاشة العظام وانخفاض مستوى السكر في الدم وارتفاع الكوليسترول وحصوات الكلى واكتساب الوزن السابق مجددًا.
ونذكر دائما أن “من أهم سمات النظام الغذائي الناجح أن يكون نظام حياة وأن القاعدة الجوهرية في عالم التغذية هي التغذية الصحية مدى الحياة وهي تعتمد على العلاقة بين الغذاء واللياقة دون إفراط أو تفريط” (2).
كما لا يخفى عليكم أهمية إجراء التحاليل الطبية قبل وأثناء اتباع هذا النظام واتباعه تحت الرعاية الطبية المناسبة.
الهوامش:
(1) الأجسام الكيتونية: تصنع في الكبد بواسطة الأحماض الدهنية في حالات انخفاض السكر أو حالات الصيام أو اتباع نظام غذائي قليل الكربوهيدرات.
(2) الحمية نظام حياة – اختصاصي التغذية العلاجية رضي منصور العسيف – الصفحة ١٥.
ظاهر أحمد آل ظاهر – اختصاصي تغذية علاجية