في القطيف.. الأسود تكتب يومياتها بالفرشاة والألوان

مذكرات أو يوميات، سمها ما شئت، ولكنك لن تقرأها وتفك شفرة حروفها، فنحن اليوم أمام حالة متفردة من الإبداع، حولت فيه الفنانة التشكيلية مرام الأسود فصولًا من حياتها إلى ريشة ولون، خطوط وتقاطعات أشبه بنوتة موسيقية، وجدت طريقة للتعبير عن شيء مختلف، ترجمت الصوت وحولته بصريًا إلى صورة، تتدفق إحساسًا ومشاعر، وحاورت فيها العقل الباطن وترجمتها إلى لوحات فنية، فكل لوحة تحكي فترة من مراحل حياتها، ربما مجرد تعبير عن ذاتها أو ردود فعل مما يدور في عالمها.

من هي
مرام الأسود فنانة لم تكن تعلم أن لديها موهبة، وإنما أيقظتها بالممارسة، والجهود المستمرة، عندما لاحظت أنها تمتلك القدرة على ذلك.

“الأسود” تحدثت مع «القطيف اليوم» أثناء مشاركتها بخمس لوحات فنية، في المعرض التسويقي السادس للأسر المنتجة التابع لجمعية القطيف الخيرية، بتنظيم لجنة التأهيل والتوظيف، وتحت رعاية مدير مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف نبيل الدوسري، والذي أقيم في جمعية القطيف الخيرية بحي البحر، يوم الثلاثاء 20 أغسطس 2019م.

وقالت: “بعد تخرجي في الجامعة وحصولي على بكالوريوس تربية فنية، أحببت تصميم وصناعة الإكسسوارات واستمريت لمدة سنتين، وحصلت على جائزة الإنجاز كأفضل تصميم مجوهرات، وبذلك أصبح هذا التكريم حافزًا للمواصلة”.

وأضافت: “بعدها، التحقت بدورة رسم قدمتها التنمية الاجتماعية بالقطيف، من هنا شعت بارقة إبداع بداخلي، وبدأت في ممارسة الرسم، وكان عشقي للقراءة في مجالاتها المتنوعة بصمةَ مميزة في تكوين خيالي بالتوسع والانطلاقة، حيث تضم مكتبتي 400 كتاب”.

لوحات
وتابعت “الأسود”: “سماعي للموسيقى جعلني أدخل نبضاتها في عمق رسوماتي مناصفة مع أحاسيس المرأة”، وأوضحت أن سبب استخدامها للألوان الزيتية عند الرسم هو سهولتها وعدم جفافها بسرعة.

واستطردت: “حازت لوحة “حياتي” على إعجاب كل من شاهدها، فهي تسرد كيف كانت حياتي، ما بين دين وبيت وجيران ومواصلات، وأبواب مفتوحة ومغلقة لحياة مأساوية، مليئة بالتراكمات والضغوط التي أعيشها، وتمر بها كل امرأة، فالحياة غير منظمة وتحتاج منا لحظة انتباه، واستعملت فيها الألوان الخشبية وأخذت مني وقتًا طويلًا بما يقارب ثلاثة أشهر”.

الاكتئاب الناري
وذكرت “الأسود” أنها أشعلت في الدنيا لهيب نار، عندما كانت تمر بمرحلة اكتئاب، بلوحة فنية تتكلم عن انحناءات المرأة واستخدمت الألوان النارية.

وبينت أن “اللوحة تبدأ بفكرة وتنتهي بشيء آخر، وتظهر التفاصيل أثناء العمل وتولد أفكارًا جديدة، أبدأ بالرسم عندما أكون بحاجة للاسترخاء أو تمضية وقت أو عند الاستماع لمقطوعة موسيقية”.

وقالت “الأسود” إن “لوحة العقل الباطن نابضة بالأحاسيس الهادئة والصفاء وأنجزتها خلال شهر، واستخدمت الألوان الخريفية للنوتة الموسيقية، حيث تبين أن المرأة أينما ذهبت فهي مليئة بنبضات موسيقية.

وعن مشاركتها في المعارض الفنية قالت: “لقد شاركت في معرضين مع مجموعة من الفنانين في فيينا وروما، ودوري كمعلمة للتربية الفنية أسعى فيه لتثقيف مجتمعي وتعريفه بأهمية الفن وما يحمل من رسالة ومعنى بتقديم الدورات ومشاركاتي في المعارض”.


error: المحتوي محمي