تلتقط الجمال أينما وجد، وإن لم يكن له أثر أوجدته، كثيرة مبادراتها الفنية والجمالية، واللوحات التشكيلية الموسومة بإمضائها تشهد بمهارتها وموهبتها.
ابنة جزيرة تاروت الفنانة كريمة المسيري، جربت المشاركات الفنية في العديد من المواقع على الخارطة الجغرافية، متنقلةً بريشتها ولوحاتها في أكثر من مكان، لتؤكد من خلال ذلك أن الفن طائر حر لا يقبل مطلقًا أن يسكن قفصًا.
ولأنها تشبه الرحالة الفنية فليس غريبًا حين نعلم أنها ستطل علينا قريبًا من الصين، حيث تقيم معرضها الشخصي “تقاسيم”، في الفترة من 24إلى 28 أغسطس، والذي يقام في أكبر ملتقى تجاري عربي صيني في مدينة شينزن الصينية، ويصاحبه تدشين وافتتاح منصة وايد للتسوق الإلكتروني العالمية.
فماذا عن هذا المعرض، وتفاصيله، هذا ما تكشفه الفنانة كريمة لـ«القطيف اليوم».
البداية عشق
في البداية تعرف كريمة المسيري نفسها؛ أنها فنانة تشكيلية سعودية، تعشق الفن المرتبط بتقاسيم الحياة اليومية وما فيها من أرواح طاهرة، وأيضًا هي معلمة تربية فنية.
إلى الصين
عن أسباب اختيارها لجمهورية الصين لإقامة معرضها، أكدت أنها لم تختر الصين، بل الصين هي التي اختارتها، تقول: “الحمد لله، بتوفيق من الله والعمل بهدوء جاءتني هذه الفرصة الثمينة، وجاء اختياري عن طريق إدارة منصة “وايد”، في بداية الأمر عندما تم عرض المشروع عليَّ ترددت ولكن بوجود الداعمين من حولي دائمًا تتسهل المصاعب”.
وأوضحت “المسيري” أن الفرق بين المعرض المحلي والدولي؛ أن المحلي عادة خاص جدًا، أما الدولي فكأنه دائرة أوسع لنقل ثقافة بلد وتبادل خبرات بين الشعوب.
الترتيبات
وحول الترتيبات لإقامة المعرض؛ قالت: “في حقيقة الأمر دائمًا الترتيبات والتنسيق للمعارض التي أُشرف عليها، أو أنظمها، أو حتى مشاركاتي المحلية والدولية، تكون من خلال مدير أعمالي أحمد القميش، فهو من يدير كل مشاريعي الفنية، حتى في التنسيق مع المقتنيين لأعمالي الفنية، وهو من قام بالاتفاق مع مؤسسي منصة وايد وشركة قلوبل العالمية بالصين على قيام المعرض بالشكل المطلوب، حيث سيرافقني في الرحلة وكذلك المصور علي العبدي لتغطية الحدث، سنذهب كفريق عمل”.
تسهيلات
وأكثر ما يشغل الفنان التشكيلي في حال إقامة معارض خارجية، هو آلية نقل اللوحات، وضمان وصولها بشكل سليم، وحول التسهيلات التي تمت لنقل اللوحات وعرضها من المملكة إلى شينزن، أوضحت “المسيري” أن اللوحات تم شحنها بتسهيل من الشركة المنظمة والراعية للمعرض، وتم نقلها كأقمشة ليكون سهلًا، وفي الصين تم الاتفاق مع متخصص لشد اللوحات وبهذا يكون الموضوع أسهل في النقل.
المعرض
وبالدخول إلى ملامح المعرض، قالت إن “المعرض شخصي، واللوحات التي تم شحنها تقريبا تصل إلى 30 عملًا، كما ستكون لي كلمة على منصة الملتقى التجاري في يوم الافتتاح، ضمن برنامج الحفل بعنوان (الفن السعودي)”.
تقاسيم
ويحمل معرض “المسيري” عنوان “تقاسيم”، وفسرت رمزية الاسم بأن تقاسيم هي الملامح بتفاصيلها؛ وقد تظهر على ملامح وخطوط وجه الإنسان بشكل خاص أو حتى أي كائن حي بشكل عام.
هوية
وأكدت الفنانة أن جميع اللوحات تعبر عن الهوية المحلية، ولا تخلو من لوحة وطنية، تعبيرًا وامتنانًا لهذا الوطن الغالي ولما قدمه لها.
مبادرات
وكل من يعرف كريمة المسيري يعرف ما لها من مبادرات فنية، فهل ستكون تجربتها في الصين أيضًا موضع مبادرة جديدة؟ أجابت عن هذا السؤال مؤكدة: “بإذن الله نقل التجربة اللونية والفنية هدف من الأهداف لهذا المعرض، ولكن ليست هي الأساس، فالمعرض في الصين مبادرة لها هدف ورسالة سامية، وكل مشاركاتي الدولية، نابعة من عشقي لهذا الوطن وأرضي الطيبة، وأحمل على عاتقي تمثيل المرأة السعودية التشكيلية خير تمثيل”.
معًا نحو 2030
وإقامة معرض فني، ربما لا يحمل في ظاهره سوى فرشاة وألوانًا، ولكن برصد توقيت ومكان هذا المعرض، يتبادر إلى الذهن توجهات رؤية 2030، والتي يأخذ فيها التعاون مع الصين حيزًا كبيرًا، وهو ما أكدته المسيري بقولها: “جميعنا لنا الشرف أن نحمل على عاتقنا توجهات الدولة وحكومتنا الرشيدة، وأن نكون بصمة لدعم العلاقات بين الدولتين، مع العلم بأن من ضمن الإدارة رجل أعمال سعودي شريك في المنصة، وأتمنى أن يحقق معرضي النجاح وأن يصل للرسالة الهادفة”.