كل إنسان على هذه البسيطة يختزل في ذاته طموحًا، يعيش مجريات حياته ضمن بستانه؛ ليقطف زهرة حمراء، تأتي نتاج جهده، عرق جبينه، سهر الليالي المثقلات بالأمل. السيد حسين علوي الشبركة، نموذج الإنسان الطموح، القدوة الحسنة، عاشق العلم والمعرفة، مساء السبت ١٧/ ٨ / ٢٠١٩م، يحصد ثمار تعبه، واشتياقاته، بحصوله على شهادة الماجستير من جامعة لامار بولاية تكساس بهيوستن في إدارة الأعمال، مع التخصص في التسويق، وإدارة المشاريع. إن الوصول للقمم الشماء، يحتاج عزيمة، وتحويل العوائق إلى محفز نوعي، من خلاله، يتألق الإنسان.
تكمن حلاوة الإنجاز في البيئة، التي تصيغه. نعم، النجاح، سعادة، وبهجة للإنسان الناجح، بالإضافة لكل الذين بقربه، والآخرين، الذين يبصرون إنجازه، ولكن معرفة البيئة، ما قبل الإنجاز ثقافة يتخذها الآخر قدوة له. الشبركة ولد سليمًا، لم يكن يعاني من أي داء، حيث إنه في الحادي عشر من شهوره الأولى، أصيب بالتهاب السحايا “التهاب في الدماغ وأغشية الحبل الشوكي”، وأصبح أصمًا، فاقدًا للسمع، لم تقف هذه الحالة المرضية عائقًا له في تحقيق طموحاته، تعايش معها، برغم الألم الذي يكتنفه. لم يدر بوصلته إلا أن يكون مغروسًا في طلب العلم، متفانيًا، ليكلل خطاه، واقفًا، كغيره من الأسوياء، جنبًا إلى جنب، فخورًا بذاته، ليفتخر به الآخر.
حقًا، إن حياة الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة ثرية، يحتويها الكثير من النماذج التي تستحق فعلاً الاحتفاء بها، وتكريمها، ونسجها على خارطة الإبداع والتميز، لتكون خير مرآة صافية، تعكس الجمال، أينما تكون. لذا بين الفترة والأخرى، نقرأ عن إنجاز هنا، وإنجاز هناك، لتعلونا البهجة، وتغمرنا الفرحة، من مكون اجتماعي، أثبت بكل المقاييس أنه قادر على الإبداع النوعي، وتحقيق الأحلام، التي يخيطها ضوء الشمس؛ لتنير الدرب وتمنحنا الأمل في أن الإنجاز طريقه المثابرة. حقًا، لكل مجتهد نصيب.