إشراقات في جُمان المعاجم اللغوية

تعد المعاجم المصدر الأساسي الذي حفظت فيه اللغة العربية، ومصدرًا أساسيًا من مصادر النحو والصرف، والبلاغة، والأدب، حيث اتجه علماء المعاجم إلى دراسة اللغة العربية شغفًا بها وشرفًا لدراستها، وقد أشار إلى فضلها ومكانتها الكثير من العلماء ومنهم: الجوهري، وابن سيده، وابن منظور، وقد ذكر ابن عساكر في ترجمته قول الرسول (عليه الصلاة والسلام) في شأنها: “أحبوا العرب لثلاث: لأنِّي عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي”.

ومن المؤسف أنَّ العرب لم يعرفوا أيّ نوع من الدراسات اللغوية في العصر الجاهلي، ويعود السبب في ذلك إلى أن العرب أمة أمية، حيث اعتمدت على الحفظ أكثر من التدوين، وبدأ ظهور بوادر البحث اللغوي عند العرب في العصر الهجري، عندما سُجلت مساءلات نجدة بن عويمر وصاحبه نافع بن الأزرق لعبدالله بن عباس، وقد دعت للجمع اللغوي دوافع: دينية وعلمية واجتماعية.

ومن طرق جمع اللغة العربية: الرحيل إلى البادية، ومشافهة العرب إذا قدموا إلى المدن.

ومن مصادرها: القرآن الكريم والحديث النبوي، والشعر العربي، وروايات العلماء الماضيين، والحياة في شبه الجزيرة العربية.

والهدف من تأليف المعاجم: حفظ اللغة العربية من الضياع، والتثقيف اللغوي للذين يمارسون صناعة الكتابة.

ومن أهم نفائس اللسان العربي بعد جمعها في معاجم نوعين هما: المعاجم اللفظية مثل: كتاب “العين” للفراهيدي، والمعاجم المعنوية مثل: كتاب “إصلاح المنطق” لابن السكيت.

وتبرز قيمة المعاجم اللغوية في اطلاعنا على جميع المعاني المقترنة بموضوع واحد في نفس المكان، حيث لا يكون هناك تشتيت في أنحاء الكتاب.


error: المحتوي محمي