احتفت حملة التيسير للحج والعمرة بختام رحلة الحج لعام 1440هـ، بمشاركة 200 حاج وحاجة، بعد تمام تأدية المناسك الخاصة بعمرة وحج التمتع، في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والتي استمرت لمدة 10 أيام متتالية، وانتهائها بالعودة للوطن بالنسبة لبعضهم أو زيارة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله سلم) في المدينة المنورة بالنسبة للبعض الآخر منهم.
وجاء حج هذا العام بعد إعداد خطة مدروسة من إدارة الحملة بإشراف سماحة الشيخ سعيد الخويلدي، توزعت المهام فيها على 64 كادرًا من كلا الجنسين، ونفذت لخدمة الحجاج داخل مقر السكن في مكة، أو خلال التنقل بين المشاعر المقدسة والبيت الحرام لأداء المناسك.
ونفذت الحملة خلال رحلتها حزمة من البرامج الإرشادية، والثقافية المرتبطة بفريضة الحج، حيث قاد الجانب الإرشادي فيها عدد من المشايخ وهم؛ سماحة الشيخ سعيد الخويلدي، وسماحة الشيخ محسن الموسى، وسماحة الشيخ مكي آل قريش، وسماحة السيد حكيم الهاشم، وسماحة الشيخ عبدالله المسكين، وسماحة الشيخ سلمان الغاشي، بالإضافة إلى الإرشاد الخاص بالجانب النسائي.
وقادت برنامج اللجنة النسائية نخبة من الشخصيات النسائية ذات الخبرة في الإرشاد الديني والثقافي والروحاني، حيث قلدت مهمة الإرشاد الديني إلى المرشدة الدينية منى الحايكي، والإرشاد الروحي في التعريف بأسرار الحج ومناقشة أثرها على الذات وربط مضامينه الروحية على القربة لله من المرشدة مكية آل حمدان.
وركزت المرشدة نهى آل فريد في الحلقات الثقافية التي قدمتها على مناقشة فلسفة الحج، عبر بحث قرآني في قصة النبي إبراهيم (ع) بعنوان “ملكوت كل شيء”، فيما كان دور المرشدة نعيمة آل حمدان في الإرشاد الثقافي السلوكي، بالحديث عن السلوكيات ومحاولة توجيه الحاجات إلى محاولة انتهاز فريضة الحج كمحطة إلى الرقي الأخلاقي وتغيير بعض الأنماط السلوكية وبصورة إيجابية.
من جهته، جاء حفل الختام لرحلة الحملة بتقديم كلمات توجيهية من إدارة الحملة لسماحة الشيخ الخويلدي، والمشايخ في الحملة، وبعض الحجاج والحاجات، بالإضافة إلى السحب على الجوائز المادية والعينية المقدمة من الحملة.
من جانبه أكد سماحة الشيخ سعيد الخويلدي في كلمته على فضل ومكانة الحج وأثرها على العبد، بعد أن كانت في ضيافة الله، ولمست عطاءه اللا محدود، وأولها الأثر النفسي، والرجاء بغفران الذنوب، داعيًا إلى شكر الباري على نيل هذه النعمة، مع سؤاله العودة لهذه الديار المباركة.
وطالب الخويلدي بالاستفادة من هذه الأيام في زرع ملكة التقوى وتغيير ما في النفوس، بالرجوع إلى الفطرة، مقدمًا شكره إلى إدارة الحملة على الجهود المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن، مثمنًا التعاون وفهم المواقف الصعبة من الحجاج، والدعاء للجميع بألا يكون ذلك آخر العهد لهم بهذه الخدمة وتكرارها في السنوات القادمة.
واعتبر سماحة الشيخ سلمان غاشي – في كلمته – حملة التيسير مشروعًا اجتماعيًا ناجحًا، نتيجة لعدة أسباب وعلى ضوء تعامله مع 27 حملةً لأداء فريضة الحج، وسط ما يرى من حملات عملت وانتهت ومر عليها الزمن، وأخرى مازالت مستمرة في التطوير والعطاء.
وكشف عن عوامل أساسية ساهمت في جعل التيسير من الحملات المتطورة؛ أولها الهدف المنشود الذي وضعته لخدمة ضيوف الرحمن، وإن كانت هناك أهداف ثانوية من مساعدة فقراء والمساهمة في المشاريع الخيرية بالمجتمع، بالإضافة إلى وهب حجة إلى غير القادرين على أداء فريضة الحج.
وأشاد غاشي بالدراسة والتخطيط في الحملة منذ الوصول إلى البقعة الطاهرة، بوضع خارطة مدروسة بدقة سواء في المشاعر المقدسة أو الأمور الصغيرة وأهمها نظافة المكان وتوفير احتياجات الحاج، كاشفًا عن استغرابه من الشيخ الخويلدي بحرصه على متابعة أدق التفاصيل، مع وجود أجواء الفكاهة خلال تعاملاته مع الحجاج، وعدم الترفع عليهم.
وألقى الحاج حسن العلوي كلمة نيابة عن حجاج الحملة ذكر فيها أهم المميزات التي تميز الحملة من؛ اختيار المشايخ للإرشاد والرواديد لقراءة الدعاء التي تجذب المستمع وتدعوه للارتقاء في علاقته مع الله، مع السعر المناسب مقارنة بالحملات الأخرى، وحسن التعامل من العاملين والترابط فيما بينهم، وتقبل الاقتراحات من أجل رضا الحاج لتوفير احتياجاته، وكذلك النظر إلى التطوير المستمر لسنوات قادمة.
ومن الجانب النسائي أشادت رئيس اللجنة النسائية زكية السيهاتي بالمبادرات الشخصية من الحاجات، التي تنم عن مدى التقدير منهن والنابعة من رقي أخلاقهن، مع بيان المواقف التي تعكس ذلك، شاكرةً بدورها الدور المقدم من الكوادر النسائية للحملة الذي يثبت تمسكه بالحملة مع مرور السنوات.
من جانبها، أبدت الحاجة رباب الناصر إعجابها بالحملة الذي انعكس من خلال الإرشاد الدقيق في شرح المسائل الدينية، والتنسيق والتخطيط الدقيق لجميع تحركات الحملة في السكن والمشاعر المقدسة، ملفتةً إلى أثر التعاون بين الكوادر وكأنهم كتلة واحدة، يحوطهم التواضع لخدمة الحجاج من أجل راحته، بالإضافة إلى الروح العالية لسماحة الشيخ في احتضان الجميع والتمسك بإمامة الحجاج رغم تعدد المسؤوليات لديه.
واختتم الحفل بتكريم جميع الكوادر العاملة في الحملة وتم السحب على الجوائز المقدمة من الحملة للحجاج.
تنويه: مادة ترويجية