لا تتألق لِتتعملق، لا تزين حرفك، لا تبرر ذنبك، لا تراوغ عقلك لِتظهر حُسنك لا تستعطف القلوب الرقيقة بحلاوة لسانك ولا تبكيهم لأجل براءتك.
ويحك إن كنت تحسبُ أن التخبط في الشر مهارة.. والنصر في حضرة الصدق فوزٌ يوصلكَ إلى الحضارة..!
الخطأ هو الخطأ فلا المنطقُ يُثبته ولا الهوى بجنونه يُسقطه.. أوهامٌ تسيدت، عنادٌ تمكن، كبرياءٌ أبى أن يعترف بخطيئته إلى أن بقى شامخًا بغرور طغيانه، متمادٍ على عدل خالقه!
كذبةٌ تلحقُ كذبة.. ذنبٌ بعد ذنب إلى أن يكتسح السوادُ البياض وتُمحي الظلمة النور، إلى أن يموت صوت الضمير ويبقى القلبُ في الظلام عليلًا..!
اعلم..!
أن العناد مقبرة الحلول، وثورة الكبرياء عند الاعتذار سجن، اعلم أن التضحيةُ في الإحسان نهضةُ والجرأة في المبادرة للإصلاح سباق.
اعلم أن الاعتذار عن الذنب فضيلة والعفو لأجله إنفاق..!
إن الاعتذار ربما يكن كلمة وربما مصافحة وربما إعترافٌ، لكن ما يجعله صعب على البعض منا هو تلك الثقافة العمياء التي شبَ عليها البعض، الثقافة التي أوهمته أن الاعتذار إهانة.. والسباق لها يضيع الكرامة.. إنها تحني الرأس وتؤرقه.. إنها تؤخرُ لا تُقدم..!
بل هي الكنزُ الذي يأخذنا إلى الصفاء والنقاء بعيداً عن الحقد والضغينة.. إلى المجد الذي يريده خالقنا..!
لذا لا تتبنى كل ما تربيت عليه ولا تُثبته بجهلٍ دون علم.. بل تعلم أن تعرضه على عقلك وكمال العقل هو في رضا الله وطاعته..!
تعلم أن تعتذر حينما تخطئ.. وعلم أولادك أن الاعتذار ثقافةٌ تُحيي القلوب وتجعلها تزهر بالمحبة والحنان.
تعلم وتعود أن تقول: أنا آسف إن أخطأت..!