نظّم برنامج إيلاف باللجنة الصحية التابعة لجمعية تاروت الخيرية أمسيةً مجانية للمقبلات على الزواج والمتزوجات حديثاً بعنوان “إضاءات زوجية”، وذلك يوم الثلاثاء 27 ذو القعدة 1440هـ، في روضة الطفل السعيد النموذجية بتاروت.
وقدم الأمسية المرشد الأُسَري علي العبّاد، وتحدث فيها عن الاختيار الجيد لشريك الحياة، والنظرة الشرعية ودورها في القبول والرفض مؤكدًا أنها مهمة جداً لكي يكون الطرفان على علم وبيّنة بالمواصفات الأخلاقية والجمالية للبنت والولد، وذلك من خلال التعرف على ما يعجب النفس وما لا تستلطفه عن طريق الشعور بالارتياح والاطمئنان.
وذكر العبّاد أن هناك تخيلات ترسمها الفتاة، فكل فتاةٍ تحلم بالشاب الذي يحمل المواصفات الجيدة لأن يكون شريكاً لحياتها، مشيرًا إلى أن هناك مواصفات متمثلة في نظريات الاختيار وأبعاده والتي تُعتبر من الركائز من حيث التقارب والتجانس لكلا الطرفين.
وتحدث عن أهمية التكيف والتقبّل؛ وهو أن نتقبّل الشخص كما هو دون مُحاولة إحداث أي تغيير في شخصيته لأننا لن نجد من يمتلك الكمال في جميع صفاته، منوهًا إلى أنّ السعادة الحقيقية تأتي من تقبّل الطرف الآخر لشريك حياته بما يحمل من صفات، إلا إذا كانت هناك صفات غير مرغوبة لا يحتملها الطرف الآخر.
وأكد على ضرورة إيجاد الحب والألفة بين الزوجين، ملزمًا كلًا منهما بالنظر دائماً إلى الجانب المشرق لدى شريك حياته وتذكر المواقف الجميلة الإيجابية والابتعاد عن المواقف السلبية التي تصنع حاجزًا بينهما.
وأوضح أن أنواع الحب كثيرة وعلى الزوجين البحث عنها في حياتهما الزوجية وخلق مشاعر خاصة بهما لينجذب كل منهما للآخر، فمنها الرومانسي، والعاطفي، والناضج وهو أقوى أنواع الحب وأثبتها بقاءً فمن خلاله يتفهمان احتياجات بعضهما البعض لتستمر الحياة الزوجية مثمرةً بالحب.
وأشار إلى أن التكوين العاطفي يختلف بين المرأة والرجل؛ فالمرأة تكون أكثر عاطفية عند المواقف التي تحتاج إلى الرحمة والشفقة ولذلك لا تُسيطر على عاطفتها بنفس القدر الذي يستطيعه الرجل.
وحدد الركائز الأربعة لتقييم العلاقة الزوجية وهي؛ المسؤولية، والالتزام، والعاطفة والألفة، والأساليب؛ وهي أهم ركيزة في الحياة الزوجية فالزوجان يحتاجان لتنوع الأساليب بينهما للوصول إلى حل إيجابي عند حدوث أي مشكلة.
وذكر بعض الحلول لمشكلة ضعف الأساليب بين الزوجين والتي ربما تكون سببًا في انهيار العلاقة الزوجية، منوهًا إلى أنه يجب على الزوجين استخدام المنهجية السليمة في حياتهما وأن يكون بينهما احترام متبادل حتى تتحقق الصورة المطلوبة لحياة زوجية آمنة مستقرة.
وأوصى بالابتعاد عن كل ما يشوّه العلاقة بين الزوجين مؤكدًا أن هذا لا يكون إلا بالتسامح والتغاضي عن كل ما يولّد المشاحنات ويخلق المشاكل، كما أوصى بعدم استخدام أساليب السيطرة في العلاقة كالضرب أو الكلام الجارح وغيره، والذي يمكن استبداله بالتفاوض والحوار الهادئ في جميع المشاكل الزوجية.
وفي الختام؛ دعا المرشد الأسري العبّاد المقبلات على الزواج والمتزوجات إلى تجاهل بعض الأمور البسيطة والصغيرة حتى لا تُفسد العلاقة، مبيّنًا أن الحل هو؛ التسامح والتعاون والتشارك ومحاولة حل الخلافات بِأسلوب الحوار البنّاء، وألا يلتمس طرف الكمال في شريك الحياة، وأن توطّن الزوجة نفسها على تقبّل أخطائه وعيوبه، وألا تغفل عن قاعدة “إنّ الحسنات يُذهبنّ السيئات”.