الكتاب وتأثيره الإيجابي

كثيراً ما ينتابني هذا السؤال: لِم عندما نقرأ بعض الكتب، نعجب بمحتواها حتى أننا نتأثر وتحركنا للتغير الإيجابي، ولكن هذا التأثر قد يتم لبعض ساعات أو برهة قليلة من الزمن؟

كثيراً ما كنت أتأمل هذا السؤال، وأحياناً كثيرة أسأل بعض الأساتذة وأصحاب الاختصاص، لكن كثيراً ما تكون الإجابات غير وافية بالنسبة لي، لذلك أعاود السؤال بيني وبين نفسي، متسائلةً متأملةً محللة.

فآخر ما توصلت إليه، أن الكتاب له بعدان للتأثير الإيجابي هما:

أولاً: صدق الكاتب:
أي صدق الكاتب له أثره البليغ في تأثر القارئ.

ما هي نية الكاتب من الكتابة؟؟ هل هي مجرد إصدار يفتخر به فقط؟؟ هل هي نية قربة يتقرب بها إلى الله لذلك سعى للكتابة بنية صادقة ليفيد بها مجتمعه؟؟

هل رأيتم الفارق بينهما؟ ومدى التأثير الذي خرج من الكاتب الصادق الذي سيصل للقارئ ويستهدف نقله ربما من العتمة إلى النور!!

أما البعد الثاني فهو:
صدق القارئ

أرأيتم كيف أن الله سبحانه زرع فينا الفطرة التي تتقبل الخير والجميل وتنفر من الشر والقبيح، وكيف أنه سبحانه وتعالى بيّن طريق الحق وطريق الشر، ولنا الخيار.

هنا هذا الكتاب ذو المحتوى الجميل بمثابة الفطرة، أما صدق الكاتب فبمثابة الدليل طريق الحق، أي كالضوء في عتمة الظلام، هذا الضوء هو الدليل، أما صدق القارئ ما سيجعله يختار الضوء، يختار طريق الحق.

كيف يكون الضوء مصدرًا للنبتة فتستيقظ وتتفتح، هي هكذا الكلمات الصادقة بالنسبة للقارئ الصادق الذي يريد بقراءته النهوض، وليس فقط تفاخرًا بالمكتبة وعدد الكتب.
فليس صحيحًا ما يلقى اللوم الدائم على القارئ وحده تحت عنوان {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

كما قلنا بالأعلى إن الله سبحانه عزز فينا بالفطرة حب الخير وبين الطريقين ثم علينا الاختيار، على هذا فلابد للقلم أن يكون ذا سعة معرفية وطهارة روحية، حتى ترقى كتابته ويكون مناراً هادياً في منعطفات الحياة وتكون لبصيرة قلمه انفراجة لمن تشوشت الفكرة لديهم فيأخذ بالقارئ إلى الجادة، وإن لم يكن القلم كذلك سيكون كتابته كالسراب نظنه ماء فنتأثر فرحاً ثم سريعاً يتلاشى الفرح متفاجئاً أنه لم يكن سوى سراب.


error: المحتوي محمي