«الاتكالية» كفانا الله شرها

أسوأ ما تصاب به المجتمعات في الدول النامية وتكون سببًا في تأخر أزدهارها وتطورها، وتلحق الضرر بمكتسباتها والدمار في بنيتها هي “الاتكالية”.

فعندما يكون البعض من أفراد المجتمع ينظرون إلى كل شيء من حولهم يتطلب الكثير من التحسين في الخدمات التي تمس حياتهم المعيشية كالصحة والتعليم والعمل والإسكان وخدمات الطرق والمياه والكهرباء وغيرها العديد تحتاج إلى متابعة وتطوير ورفع ما تحتاجه من نواقص ومرئيات للجهات المعنية إضافة إلى مقابلة المسؤولين حيث الأبواب المفتوحة والصدور الواسعة بتقبل وجهات النظر لكل ما يسعد المواطن وينمي قدراته ويطور الخدمات التي تحيط به، حتى لا تبقى تلك الخدمات كما هي دون أن ترتقي للمستوى المطلوب، ومن تلك الأسباب عزوفهم عن المشاركة المجتمعية التي تصنع التغيير والإصلاح إلى ما هو أفضل بالطرق النظامية المشروعة، وهم في قرارة أنفسهم غير راضين ولكن في داخلهم تخاذل وعدم مبالاة، حينها يصبح الفرد منهم ذلك الإنسان الذي لا يملك الشخصية المتكاملة والمستقلة.

ومن المظاهر التي يستخدمها البعض للتهرب من المسؤولية ، خلق المبررات والأعذار والمسوغات الواهمة وكذلك التهويل وتضخيم معوقات ليس لها من دليل ولا سلطان، منتهيًا بخلاصة التشخيص الانفرادي حسب ما يهواه ويوسع وسادة الكسل له.

إن الإنسان من يمتلك هذه الصفة الناقصة عادة ما يكون شخصًا أنانيًا وصاحب مزاج متقلب وأحيانًا يكون عصبيًا وإن روح المبادرة لديه تكون ميتة وذات فكر جامد وغير منتج، كما أنه يعيش في حالة من الانعزالية والتبلد، حتى إن البعض يصل إلى مرحلة فقد الثقة بالنفس مما تؤدي به هذه الحالة للعزوف، والقيام بأي مبادرة عملية تعود بالنفع والمصلحة له ولمجتمعه ولوطنه بوجه عام.

نسأل الله القدير أن يجنّب مجتمعنا هذه الآفة وهذا الوباء الفتاك الذي ما أن عايشه أي مجتمع – لا سمح الله -، حتى يكاد أن يتسبب في تأخره وهدم كل ما هو جميل من ماضيه وحاضره ولا يرتقي للمستوى الذي يتطلع إليه وطنه والأجيال من مجتمعه.


error: المحتوي محمي