العسل من أفضل الأطعمة الموجودة التي يمكن أن تجعلنا نشعر بالعافية ودوام الصحة، وتجديد الطاقة والحيوية، وسلاح الطبيعة الحيوي في مواجهة المرض، عرف منذ فجر التاريخ تقريباً… منذ الخليقة ومقوماته العلاجية غنية عن التعريف… هذا ما دون في الفصل الأول من كتاب “أدوية الطبيعة السبعة الممتازة” لجون هينرمان.
كان دواء، وكان شفاء لا يناله إلا عليِّة القوم، كُتب الكثير عن مزاياه وفوائده حتى أصبح رمزاً للمادة الخارقة للعادة وإكسيراً للحياة.
كان إيماننا به نابعاً – ولا يزال – من قول الخالق العليم: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (69) سورة النحل.
العسل غذاءٌ حي – استمد وجوده من الطبيعة – فهو يتكون من عناصر مختلفة سكريات، وبروتين، وأملاح معدنية، وفيتامينات، وإنزيمات، ومواد أخرى عضوية وغير عضوية – إذاً فهو غذاءٌ ودواء – لكن متى وكيف؟
• من المعروف أن العسل لا يفسد إذا حفظ جيداً.
• وسهل الهضم والامتصاص فهو لا يمكث داخل المعدة لفترة طويلة.
• والعسل عضوي لكون مكوناته مستمدة من الطبيعة.
• والعسل له خصائص علاجية ويحتوي على مواد مضادة للجراثيم.
ولعل الذي دفعنا إلى تناول هذا الجانب حجم التجاوزات التي أدت إلى فقدان العسل جودته وخواصه الطبيعية.
من باب أهمية العسل وجودته سنقف ونتقصى بعض الخصائص التي يمكن من خلالها الحكم على جودته، لنضع حداً لما نحن فيه من تجاوزات هائلة لا تبعث على الاطمئنان.
فالعبث طال هذا الغذاء العجيب الشافي وجعلنا في حيرة من أمره ونتساءل: ما خصائص العسل الطبيعي، وأين نجده وكيف نتعرف عليه؟
فالعرض كثير على حساب الجودة، والسوق مليئة بأنواع مختلفة من العسل “محلي ومستورد”، ومنها ما هو مجهول الهوية وقد يسمى باسم المصدر النباتي، فالغش والعبث والممارسات الخاطئة، والتلاعب بالأسعار من قبل النحالين وتجار العسل الدجالين أو الجشعين أو المستهترين، كل ذلك قلل من ثقة المستهلك في جودة وصلاحية هذه السلعة والتي يصعب على الكثير إيجاد طرق كشفها.
فخبراء العسل المتمرسون – أو ممن يزعمون ذلك – أصبحوا أكثر عدداً من المستهلكين، وغدت دكاكين بيع العسل ومراكز الخلطات والوصفات العسلية المريبة تخلط السكر بالزلوع والعسل بالجرجير والفياجرا والكافيار والجنسنج وغيرها من الأعشاب الطبية والنباتات العطرية، مما يوهم المستعمل بفائدتها.
من هنا فقد العسل خاصيته التغذوية والعلاجية – بل الأكثر من ذلك أصبح من السلع الغذائية غير الآمنة وقد تهدد الصحة العامة.
الغش كلمة يندرج وراءها الكثير من المفردات كالتضليل والخداع والحيل والدجل والتخمينات، ولإدراكنا لأهمية هذه المشكلة وضمان سلامة وحماية المستهلك سنسلط الضوء على بعض جوانبها الهامة.
يعنينا اليوم ما يقوم به مربو النحل من ممارسات ساهمت في تغيير الأساليب التقليدية التي كانت شائعة، فالنحل الذي كان يتغذى على الطبيعة ويعيش في تجاويف الأشجار والصخور والحوائط وداخل الكهوف والخلايا الطينية وعلى ارتفاعات عالية، في الغابات والسهول والوديان ووسط الحقول، ينتج ما يعرف بالعسل البري أو الجبلي أو عسل الغابات، الآن نراه بعيداً عن الطبيعة يعيش في الخلايا الخشبية وسط المباني والأسطح والحقول المهمولة الفقيرة بالزهور والأشجار، فأصبح الدافع فقط جني الأرباح دون الاهتمام بالجودة، وطفق النحالون يغذون النحل بالعجائن والمحاليل السكرية، والعسل الرخيص المستورد بدلاً من رحيق الأزهار، للحصول على عسل عالي الإنتاج، فتغيرت سلوكيات النحل الغذائية من الاعتماد على خيرات الطبيعة التي خلقها الله عز وجل بقطع المسافات الطويلة للبحث عن النباتات الزهرية وامتصاص رحيقها، إلى ربط حركته ونشاطه، واللجوء إلى التغذية الصناعية التي غيرت التركيبة الكيميائية والخواص الطبيعية للعسل، وهي سلوكيات خاطئة، أدت إلى ظهور مشاكل في الأعسال.
من المعروف أن نحل العسل يختلف في لونه ورائحته وكثافته وقابليته للتبلور وغيرها من الصفات باختلاف المصدر النباتي الذي جمع منه، لذا فمن النادر أن تجد أشخاصًا يستطيعون التمييز والكشف عن جودة العسل عن طريق المظهر الخارجي أو الخواص الطبيعية.
الخبرة والمذاق، يمثلان محصلة جهود ومهارات يتصف بها بعض النحالين، لكنهم يستطيعون فقط كشف جودة العسل في حدود منطقتهم الجغرافية لمعرفتهم بطبيعة النباتات السائدة هناك، فهم يميزون من مجرد شم رائحته – ويأتي التذوق ليؤكد لك ما يقوله أنفك!
الطريقة التقليدية التي يتبعها النحالون المحليون ذوو السمعة الجيدة في منطقة شبه الجزيرة العربية، وتعاقبت عليها أجيال توارثوا مهنة تربية النحل وأجادوها حق الإجادة وإلى وقتنا الحاضر، هم يعملون بجد وإخلاص وتفانٍ، يتنقلون بمناحلهم من منطقة لأخرى طلباً للمناخ الجاف ومواسم الإزهار من أجل الحصول على إنتاج جيد ونوعية ممتازة.
وللأسف أغلب هؤلاء النحالين بدأوا يتأثرون بما يمارسه الآخرين من حيل وغش لزيادة الإنتاج دون الجودة باللجوء إلى تغذية النحل على الفركتوز عالي التركيز الرخيص الثمن.
هناك عدة طرق لاختبار جودة العسل، ولكن لا توجد بينها طريقة مؤكدة! ولهذا فإن تجارة العسل تعتمد على الثقة مثلها في ذلك مثل الصداقة.
العسل الجيد لا بد أن يكون من رحيق الأزهار، ويكون قد فرز من الشمع دون تسخين أو تعريضه للحرارة، وأن يتم تخزينه بشكل جيد، وأن يحفظ في عبوات صحية محكمة.
ويمكننا التأكد من صحة وسلامة العسل الجيد بإجراء الفحوصات المخبرية عليه، ويصعب تحديد العسل مغشوشاً بالنظر المجرد، أما بالنسبة للجودة فإنه يمكن للمستهلك الاجتهاد في الحكم على العسل بالصورة الظاهرة كأن يكون خالياً من الرغاوي أو التخمر الظاهري، وأن يكون طعمه جيداً وليس به نكهات غريبة، وهذه كلها أمور تختلف حسب الخبرة والممارسة من شخص لآخر.
نعم السبيل الوحيد لكشف الغش في العسل هو الفحوصات والتحاليل المخبرية والتي من خلالها تتأكد الصلاحية للاستهلاك الآدمي.
فهناك عدة اختبارات أدرجت في اللائحة الفنية الخليجية رقم (147/2008 GSO) عسل النحل – تلك الاختبارات مجتمعة تحدد جودة وسلامة العسل.
تحليل العسل يحدد التركيب الكيميائي لمكوناته، وخاصة السكريات والرطوبة والأملاح والأحماض وبعض المكونات الأخرى.
من هنا سنتطرق لبعض الفحوصات المدرجة في المواصفة والغاية من إجرائها.
أولاً / المضادات الحيوية (مجرد وجودها مؤشر على تلوثه – يضاف المضاد الحيوي إلى المحلول السكري للوقاية من المرض، وهنا يلزم إبعاد المنتج عن التداول وتلفه).
ثانياً / الإنزيمات (انخفاضها أو انعدام فاعليتها يفقد العسل خواصه الحيوية، تحويل الرحيق إلى عسل).
ثالثاً / الـ HMF (دليل على المعالجة الحرارية وطول فترة تخزينه).
• علماً أن إضافة العسل إلى المشروبات الساخنة كبديل للسكر تسبب تكسير إنزيمات العسل وتكون مادة الـ HMF الضارة بالصحة.
رابعاً / الرطوبة (ارتفاعها يسرع من فساد العسل، تخمر ونمو الخمائر).
خامساً / السكروز (ارتفاعه دليل على عدم اكتمال نضج العسل أو تغذية النحل صناعياً).
سادساً / الحموضة (ارتفاعها يحول طعم العسل إلى خلي وهذا يعني تلفه).
سابعاً /السكريات المختزلة (ارتفاع نسبة الجلوكوز على الفركتوز مؤشر على التغذية الصناعية).
ثامناً / المعادن الثقيلة – بقايا المبيدات الحشرية والأدوية البيطرية – والفحص الجرثومي للخمائر والأعفان – تجرى تلك الفحوصات من أجل ضمان سلامة العسل.
الحديث يقودنا إلى دكاكين ومحلات بيع العسل المنتشرة في أسواقنا.
أصحابها يجيدون ببراعة تسويق العسل والمغالاة في الجودة والأسعار – فاضت الأسواق بالعسل المحلي والمستورد.
من المؤكد هنا أن ارتفاع الأسعار لا يعني الجودة.
صحيح أن ثمة فرقاً بين سعر وآخر، ولكن هل لدينا ما يثبت الجودة للأغلى دون الأرخص مثلاً أم هو أسلوب تجاري وتحايل يستطيع من خلاله التاجر المغالي أن يقنعنا بأن صنفه من النوع الممتاز.
تتفاوت أسعار العسل بين – المحلي والمستورد – فنرى ارتفاع الأصناف المحلية مثل الألمعي والحضرمي على الأعسال المستوردة، ذلك يرجع لقلة المصادر الزهرية، ومشقة نقل الخلايا من منطقة إلى أخرى، مع تغير الفصول وخصوصاً في الصيف والشتاء، وزيادة الطلب على هذه الأعسال للثقة التي زرعها أصحاب تلك المحلات.
ونظراً لزيادة الإقبال على الأعسال لجأ البعض لاستيراد أعسالهم من بلدان كالصين والهند وباكستان ودول آسيا الوسطى “دول القوقاز” ومصر وبأحجام كبيرة “براميل” تسع الوحدة (200 كغم).
تلك الأعسال حسب النتائج المتحصل عليها تفتقر إلى خصائص العسل الجيد، وقد ثبت تلوث بعض الإرساليات بالمضادات الحيوية، وعلى أثر ذلك تم أخذ قرار بحظر استيراد العسل الصيني في فترة سابقة نتيجة تلوثه بالمضاد الحيوي “كلوروفينكول”.
قد تتعرض تلك الأعسال المستوردة إلى التلف أثناء النقل والتداول والتخزين لكون العسل معبأ في عبوات بلاستيكية وصفائح وتنكات معدنية بأحجام كبيرة ليست مخصصة له، وقد تعمل الحرارة والضوء وسوء التخزين في تغيير خصائصه، ومن ثم إلى فقدان جودته وقلة فائدته الغذائية.
من الطبيعي أن نرى أغلب محلات بيع العسل تعتمد على شراء العسل بالجملة (المحلي والمستورد) بدءاً كمادة خام، ومن ثم تحويل الأعسال إلى صورة مختلفة، تحقق من خلالها أرباحًا مالية نتيجة المعالجات والإضافات التي يجريها أصحاب تلك المحلات اثناء التجهيز والتعبئة، وشجعت الكثير على إمكانية التلاعب في خصائص العسل، ومن ثم صحة الناس.
اللافت للنظر هو تشبع الأسواق ومراكز بيع العسل ببرطمانات مختلفة الأحجام أصحابها يعرضونها في محلاتهم ويجيدون ببراعة تسويق أعسالهم، فهم مهرة في تحضير الخلطات، ومزج الأعسال، تلك الممارسات أفقدت العسل خاصيته الغذائية والعلاجية دون اهتمام بما قد تجلبه من مشكلات، ولا نعرف دور الجهات المعنية في مراقبة تلك المحلات المشبوهة.
صحيح أن الأعسال المستوردة تدعمها مستندات الجودة والمأمونية بعد الفسح والتوثيق من مختبرات الهيئة العامة للغذاء والدواء، ولكن بعدها قد يتعرض العسل لتلك التجاوزات فيقلل جودته، ويغير من خواصه.
في حين أن الأعسال المحلية خارجة عن نطاق المراقبة والمتابعة فكيف لنا أن نثق بها!!
الأعسال المحلية رائجة في أسواقنا بارتفاع أسعارها، وزيادة الإقبال عليها طالما أنها محلية ظناً أنها جيدة وممتازة وذات جودة.
لكن الواقع قبل إجراء المعالجة من أصحاب محلات العسل، رأينا حجم التجاوزات ليس بقليل منها: التغذية الصناعية – والمفروز شمعه بالحرارة – والفلترة الشديدة – والسيئ التخزين، وكلها عوامل تتحكم في جودة وسلامة العسل.
هنا تأتي عملية الغش والتدليس في بيع وتجارة العسل – معالجات وممارسات احتيالية قبل وبعد تعبئة العسل – تسيء إلى جودته وسلامته بأساليب متعددة منها الخلط بعسل أقل جودة أو بمحلول السكروز أو عسل أسود أو نشأ او جلوكوز تجاري أو سكر محول – أو إضافة بعض الأعشاب – فتغير من طبيعته أو خواصه وجودته.
فكثير ما ينتج عن هذه التجاوزات أضرار بالغة وعواقب وخيمة.
فالنحالون وأصحاب محلات الأعسال الخام يقومون بالتجهيز والتعبئة، هم يمارسون الغش من أجل تحقيق أرباح خيالية دون الاهتمام بخطورة ممارسة مثل تلك المعالجات.
أنا لا يعجبني أن أتجنى على النحالين أو أصحاب محلات العسل، ولكن لا يرضيني في الوقت نفسه أن أرى أصحابها يسيئون لسمعتهم وسمعة محلاتهم – حقاً – لكون أغلبية الناس يقصدون تلك المحلات الجديرة بالثقة وجودة العسل، ونحن مع هذا التوجه إذا كان المحل يملكه ثقات معروفون ومتخصصون، ولديهم توثيق من جهات رسمية معتمدة، ويكون على المنتج ملصق تعريفي يوضح جميع البيانات المطلوبة مثل: صنف العسل، ومصدره الجغرافي والنباتي، والجهة المنتجة، وعلامته التجارية، وتاريخ إنتاجه، والوزن الصافي، وتعليمات الحفظ والتخزين.
العسل المستورد بعبوات صغيرة تحت إشراف صناعي دقيق كالأعسال المستوردة أوروبياً أو أمريكياً أو من أستراليا ونيوزيلندا وغيرها من البلدان التي تنتج الأعسال، فالحكم على جودتها وسلامتها يعتمد على الفحوصات المخبرية فقط، وثبت جودة بعض العلامات التجارية، لكون تلك البلدان تتوفر فيها المساحات الخضراء من أشجار وشجيرات ونباتات مزهرة وأجواء مناسبة على مدار العام، وكذلك إحكام الضوابط والقوانين الشديدة.
وحتى إن كان العسل مستورد من تلك البلدان فلا يعني الحكم المطلق بجودته لأن بعضها قد يكون مغشوشاً، كما أن الأنواع التي تستورد خام وتباع بالوزن أو التعبئة.
من هنا ندرك أن الأسباب الحقيقية التي تجعلنا لا نثق فيما يعرض علينا في هذه المحلات هو عدم وضع ضوابط تضمن الجودة.
ما معنى أن نرى تجار العسل الثقة، أو أشخاصًا مهتمين، يتحملون المتاعب ويبذلون جهودًا شاقة، يبحثون عن الإنتاج الجيد والنوعية الممتازة، هي علاقة خاصة، ويستخدمون خبراتهم من أجل عقد الصفقات التجارية والشخصية، ويفضلون السفر إلى أماكن النحالين ذوي السمعة الطيبة، يدفعهم إلى ذلك عدم ثقتهم بغيرهم، وما يروه في الأسواق من حجم التجاوزات والمعالجات الضارة بالعسل.
نعم العسل الجيد لابد أن يكون من رحيق الأزهار – ولم يتعرض للحرارة أو التخزين السيئ.
ختاماً؛ إن الغش التجاري في العسل يعرف بتواجد مركب الـ HMF والسكروز، بينما العسل الطيب هو ما يثبت افتقاده إلى هذين المكونين.
وللأسف اللائحة الفنية المعتمدة عسل النحل رقم /(GSO 147/ 2008) تسمح بإعطاء هامش رقمي لهذين المكونين/ الـ HMF هيدروكسي ميثيل فورفورال إلى (80 ملغم / كغم )، والسكروز إلى ( 10 غم/ 100غم ).
تلك الحدود لا تتوافق مع شروط السلامة والجودة، خصوصاً أن قيمة مادة الـ HMF تزداد مع طول وسوء التخزين، والتعرض للحرارة.
وقد امتلأت أسواقنا بهذه النوعية من الأعسال، وهي بحكم الفحوصات المخبرية جيدة ومقبولة حسب ما هو مطلوب في المواصفة ولم يؤخذ في الاعتبار الظروف الحارة وسوء التخزين في منطقتنا.
شيء محزن!!
في دول أوروبا ورغم أجوائها الباردة، تقل نسبة السماح بمحتوى الـ HMF إلى (15 ملغم / كغم)، ومن يخالف المواصفة أو اللوائح الفنية يعاقب.
بحكم مسؤوليتي السابقة في قسم المطابقة بالهيئة رأينا بعض الأعسال المستوردة بعبوات اقتصادية تعطي نتائج جيدة، انخفاض أو انعدام محتوى الـ HMF، ونسبة السكروز حسب التقارير المخبرية، وهذا دليل على توفر أعسال طبيعية طازجة عالية الجودة وبأسعار مقبولة.
لعل في هذا ما يكفي، لا أريد أن أقول أكثر من هذا، وعيون المشرفين والمراقبين على إعداد وتصديق اللوائح الفنية والمواصفات كلها نظر!!
وقد سبق أن اطلعت على مشروع نهائي (عسل النحل)
GSO 5/ FDS …./2014 تبين فيه خفض نسبة الـ HMF إلى (40 ملغم / كغم) – وهذا مؤشر للتصحيح.
آمل أن يجد المشروع طريقه للاعتماد ليتماشى مع المواصفات العالمية، سيما أن الهيئة العامة للغذاء والدواء بها كوادر قادرة على البت في هكذا أمور تهتم بصحة وسلامة المستهلك.
ما يهمنا من هذا كله هو الحاجة إلى إعادة نظر في اللائحة الفنية من أجل سلامة وأهمية هذه المادة كغذاء ودواء.
لم أكن في الحقيقة أرغب في طرح الموضوع عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وكنت متردداً حتى لا يصاب الكثير بخيبة أمل جراء الثقة والقناعة بتواجد أعسال طبيعية في الأسواق، لتعذروا صراحتي مهما جامل المجاملون.
نحن بحاجة إلى اهتمام الجميع بتوعية غذائية صادقة.
منصور الصلبوخ
اختصاصي تغذية وملوثات