
قال لي منزعجًا: ولدي (قاهرني) لا يأكل ونحيف جدًا.. حتى إني أخشى أن يطير مع الرياح!
ضحكت وقلت: لا تقلق كثيرًا ففي هذا السن يتغير وزن الطفل…
قاطعني وقال: نريد أن نعمل له تحاليل غدد، أو ربما تحليل براز لنتأكد هل لديه ديدان؟ وزنه يقلقنا كثيرًا أخشى أنه مصاب بالسكري ونحن لا نعلم… أرجوك اعمل له تحليل سكر… هل تكتب له فاتح شهية؟!
بقيت أستمع لمخاوف والد الطفل ثم سألته: أين هي والدته؟ لماذا لم تأت معك؟!
أجابني قائلًا: والدته مشغولة جدًا… قاتل الله الوظيفة… جل وقتها في الدوام…
ثم ضحك قائلًا: هي موظفة بنك… إذا تحتاج قرض أو أسهم أو …. بإمكانها أن تساعدك…
لمحت أن الطفل مشغول باللعب في الآيباد…
سألته: كم ساعة ولدك يلعب بالآيباد؟
أجابني وهو منزعج: طوال اليوم… حتى لو خلص الشحن… يشحنه… وفي هذا الوقت يلعب بالجوال وهكذا….
سألته: هل لديك أبناء غيره؟
أجابني مبتسمًا: الحمد لله عندي ولد وبنت… وهم بصحة جيدة ووزنهم جيد لكن هذا الولد لا أعرف ما سبب نحافته؟!
قلت له الحمد لله… ربي يحفظهم.
وبعد حديث طويل معه قلت له: إليك هذه الإرشادات لعلها تفيد ابنك:
اعرف الوزن الصحي لطفلك
يمكنك معرفة وزن طفلك من خلال برنامج مخطط النمو، وتسجيل الطول والوزن ومقارنتها بمعدلات النمو المعتمدة طبيًا. ويمكن لاختصاصية التغذية أو طبيب الأطفال مساعدتك.
لا داعي للقلق أبدًا من وزن الطفل إذا كان في الحد الأدني من الوزن الطبيعي، ولكنه يتمتع بصحة جيدة.
إياك أن تقارن وزن طفلك بوزن طفل آخر في نفس العمر، فلكل طفل وزنه الخاص به.
توفير الأغذية الصحية في المنزل
اجعل بيتك نظيفًا خاليًا من الحلويات، والمشروبات الغازية، والمشروبات السكرية، والشيبسيات.
الحضور الدائم للمجموعات الغذائية (الخبز الأسمر والحبوب الكاملة، والحليب ومنتجاته، والبروتينات، والفواكه والخضار).
اجعل ثلاجتك صحية: محتويات الثلاجة الصحية هي خطوة مهمة للبدء في برنامج الغذاء الصحي. ويمكن أن تصح عبارة: (ثلاجتك عنوان صحتك).
التشجيع وليس الإجبار
عندما يرفض طفلك الطعام ويكون عنيدًا فلا تتعامل معه بالعنف أو القسوة فهذا يجعله يصر على عناده ولا يحل المشكلة بل يعقدها. بل كن صبورًا، رفيقًا به فـ(الرفق مفتاح النجاح) كما ورد عن الإمام علي (عليه السلام) (1).
تذكر أن معدة طفلك ليست كمعدتك، فهما تختلفان في الحجم، لذلك هو يأكل بقدر حاجته وليس بقدر حاجتك أنت.
عليك بتشجيعه على تناول الأغذية الصحية، دعه يختار ما يحب منها، لا تجبره على تناول ما ترغب به أنت فكل واحد منكما ذوقه.
امدحه واثن عليه عندما يتناول طعامًا صحيًا جديدًا.
دع الطبيعة تأخذ مجراها
إن الولد الطبيعي المتمتع بصحة جيدة يختار الغذاء المتوازن على مدى الأسبوع. تذكر جيدًا ما تناول طفلك من السبت إلى الجمعة، وليس من الصباح إلى المساء قبل أن تدق الناقوس بأن طفلك لا يتغذى جيدًا (2).
الإبداع في الطبخ
يرفض الطفل الطعام لأنه لا يجد فيه لمسة إبداع، ففي كل يوم هي نفس الأصناف، وبنفس الشكل، ونفس الرائحة أيضًا! أصبح الطعام مملًا!
علينا أن نتعلم أن طعام الطفل له مواصفات خاصة، يحتاج إلى فن التقديم، وفن التحضير، ويحتاج إلى ألوان قوس قزح، وأشكال هندسية، وأطباق ملونة، وصور كرتون.
نعم كما نبدع في مجال العمل علينا أن نبدع في صناعة وجبات مشهية لأطفالنا.
أكسر الروتين وغيّر وابتكر وجبات جديدة.
لا للمشتتات
أغلق الجوال
أغلق الآيباد
أغلق التلفاز
إن أمكن وقد تكون هناك صعوبة ولكن هذا هو الحل.
اجعل وقت الوجبة وقتًا للأكل، مع هذه المشتتات فقدنا متعة الأكل ولم نعد نعرف طعمه!
اجعل من وقت الوجبة وقتًا ممتعًا بالحديث الجميل، والتشجيع على الأكل الصحي.
همسة للأم
ليس هناك ألذ من الطعام الذي تحضرينه لأطفالك لأنه مشبع بالحب والحنان، اجعلي طعامك تفوح منه روائح المحبة، وستجدين أطفالك يلتهمونه وهم سعداء… وهذا جوهر الحل للوزن الصحي.
الهوامش:
(1): ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج 2 – الصفحة 1102.
(2): صحتك في غذائك، د. عبدالرحمن مصيقر، ص 40.