يعبّر مصطلح سوء التغذية عن الزيادة في الوزن أو النقص في الوزن، فكلا الأمرين يُعد مشكلة منتشرة في العالم خصوصًا لدى الأطفال.
وقد نشرت منظمة الصحة العالمية أن 52 مليون طفل أعمارهم إقل من 5 سنوات حول العالم يعانون من قلة في الوزن مقارنة بالطول (westing)، وعلى النقيض من ذلك 41 مليون طفل يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
و في المملكة العربية السعودية 6% من الأطفال أعمارهم أقل من 6 سنوات يعانون من السمنة.
فهل نقف قليلاً أمام هذي الأرقام الكبيرة؟!
يا ترى أين تكمن المشكلة من ناحية زيادة أو قلة الوزن؛!
ما السبب الحقيقي وراء سوء تغذية أطفالنا هذه الأيام؟ هل يوجد عدة أسباب لذلك أم ماذا؟
بدايةً يعد العامل الوراثي أحدد أسباب تكوين جسم الإنسان و الكتلة البدنية، عندما يكون أحد الآباء مصابًا بالسمنة فاحتمالية أن يكون الأطفال مصابين بالسمنة 50%، و75% عندما يكون كلاهما، ويطبق ذلك على النحاف أيضا باختلاف النسب وعوامل التأثير.
في وقتنا الحالي تلعب السوشيال ميديا والإعلانات دورًا كبيرًا في نمط حياتنا وخصوصا الطعام، ممكن أن يتأثر أبناؤنا بشكل سلبي من ناحيتين: أولاً الرغبة في تناول الطعام المعلن عنه وبشكل مستمر سواء كان الإعلان لمطعم أو منتج غذائي مما يزيد من عدد السعرات الحرارية المتناولة إذا لم يتم التحكم بذلك أو الإدمان عليه.
ثانيًا التأثر بشكل نفسي لمظهر الجسم والعزوف عن تناول الطعام مما يؤدي إلى مرض يسمى فقدان الشهية العصبي (anorexia nervosa).
كما يعد نمط الغذاء للأسرة هو البذرة التي تكون بنية الطفل واختياره للأطعمة، ويعد سلوك الآباء في إطعام الطفل سببًا لا يستهان به في التأثير على الأطفال وسلوك الآباء في تناول الطعام ونوعيته أيضًا، واستخدام الأهل لمصطلحات مثل (أنت تأكل كثيراً، لا تأكل، توقف عن الطعام، أنت سمين، أنت نحيف جداً، يجب عليك أن تنهي طبقك سريعا، وغيرها) من الأسباب التي قد تؤثر بشكل كبير جدًا على الأطفال مما قد يسبب أمراضًا نفسية تدعى الأكل العاطفي (emotional eating) وتسبب إما زيادة في الأكل أو نقصًا في الأكل بشكل غير إرادي للأطفال والكبار أيضًا.
وفي الأخير، نحن نعيش في عالم تنتشر فيه الأمراض، والمؤثرات التي قد تؤثر علينا، فاحتوي طفلك وكن له بيتًا صحيًا جسديًا ونفسيًا أيضًا. وتذكر أن الاتزان والاعتدال هو أساس الصحة.
حفظ الله أبناءكم من كل شر…
أخصائية التغذية
فاطمة حسن البيش