في تاروت.. الفرج مكررًا: مواقع التواصل تسببت في ضعف الإملاء عند العامة

تعرّفت 33 سيدة على نشأة الإملاء وأهم مدارسها، وأسباب الأخطاء الإملائية الشائعة وهمزة الوصل وهمزة القطع والفرق بينهما.

جاء ذلك خلال دورة “تنمية المهارات الإملائية للسيدات” التي أنطلقت مساء يوم الأحد 7 يوليو 2019م، وتستمر لمدة ثلاثة أيام في تاروت، وقدمها معلم اللغة العربية والمدرب اللغوي حسين الفرج.

وبيّن الفرج أثناء الدورة المراحل التي مرت بها الكتابة العربية بدءًا بالمرحلة الأولى التي كانت دون نقط ودون حركات، وأوضح أن عرب الجزيرة كانوا يميلون للحفظ أكثر من الكتابة، حيث إن الكتابة مستحدثة لديهم حيث انتقلت من العراق إلى اليمن ثم انتشرت بمكة وما حولها.

وعرّف الإملاء بأنه علم آلة، يُستخدم لنتمكن من الكتابة الصحيحة وهو علم نائب عن اللفظ، مشيرًا إلى أن المجتمع يقيس مدى ثقافة الإنسان ومعرفته من خلال إجادته للكتابة والنحو، فرغم أن البعض يصل لمرحلة الدكتوراه في الدراسة إلا أن الأخطاء الإملائية تلاحقه، والخلل في ذلك يعود إلى أنه قد يكون ركّز في دراسته على تخصص وقسم معين مهملاً الجانب الإملائي.

وروى القصة المشهورة التي حدثت بين أبي الأسود الدؤلي وابنته وتعجبها بجمال السماء التي من خلالها بدأت نشأة النحو العربي، مشيرًا إلى أنه هو أول من وضع الحركات على الحروف ولكنه أهمل السكون.

وأوضح أن الكثيرين يقعون في الخطأ لأنهم يظنون أن السكون حركة ولكنه ليس حركة؛ فالسكون علامة تدل على خلو الحرف من الحركة.

أهل التسهيل وأهل التحقيق
وبيّن أن نصر بن عاصم الليثي هو من وضع النقاط على الحروف، ووضع الترتيب الأبجدي واستمر ذلك لمدة 150 عامًا إلى أن جاء أحمد بن خليل الفراهيدي ليخلّص الكتابة العربية من تجمع النقاط حول الحروف واستمر تغييره للحركات إلى يومنا هذا.

وفرّق الفرج بين همزة الوصل (الهمزة الابتدائية) وهمزة القطع، وأشار إلى أن أول من اخترع الهمزة هو الخليل، فالعرب لم يكن لهم رمز للهمزة، بل إن الحجاز وقريش وما حولها لم يكونوا يستسيغون الهمزة، ولا يهمزون إلا اضطراراً لتسهيل الهمزة ويسّمون أهل التسهيل بعكس قبائل تميم وهُم بقية العرب ويسّمون أهل التحقيق.

وذكر أن الخليل جاء برمز الهمزة من رأس حرف العين واختار رأس العين له بسبب تقارب مخرجي الحرفين، إذ أن إحداهما يخرج من جوف الحلق والآخر يخرج من أقصى الحلق، أما همزة الوصل فليست حرفًا أصليًا بالكلمة، لأن العرب لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك ولا يلتقي لديهم ساكنان.

اللغة الآن
وبينّ الفرق بين كلمتي “حضر” و”حظر” أنه خطأ إملائي وليست لهجة عامية فاللهجة العامية هي قضية ذات شجون لأن لغتنا الأساسية للمجتمع هي اللغة العامية، فأصبحت اللغة العربية طارئة على الطلاب، لذا ينبغي تدريسها، ملفتًا إلى أن هناك تقصيرًا من جانب المعلمين والمؤسسات الاجتماعية والدينية، مؤكدًا على أهمية اللغة العربية وضرورة إتقانها.

وأشار إلى أن علم الإملاء يستفيد منه جميع شرائح المجتمع، مركزاً على فئات معينة هم الأكثر فائدة كالمعلم والشاعر والكاتب والصحفي والأم، وأن الفجوة حصلت للطلاب بسبب استخدامهم اللهجة العامية، وانحصر تعلم الإملاء داخل المدرسة فقط.

وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي أثّرت على الكتابة، معتبرًا أنها سلاح ذو حدّين؛ فالبعض يستخدمها للسرعة في الكتابة إلا أن تلك السرعة قد تؤثر في الإملاء.

ونوّه إلى أن إقبال المجتمع على مثل هذه الدورات والمحاضرات في السابق كان ضعيفًا، أما الآن فتطور وزادت الرغبة بالتعلم.

وفي ختام المحاضرة، شدد الفرج على أهمية علم الإملاء وعلى مردوده على المجتمع، متمنيًا للجميع التوفيق.


error: المحتوي محمي