من سيهات ضمن رياضة تقل ممارستها في المملكة.. آل حجي يحل في المركز الـ17 في مازولا

الرقم “112” بالنسبة له  يعني تحولًا من هواية إلى أخرى صنعتها الغربة، والهواية تمكنت منه حتى أصبح لها جدول تحضيرات واستعدادات، انتهت به إلى تحقيق المركز الـ17 من بين 86 متنافسًا، ورغم أنه لا يُعِد ذلك فوزًا ولا إنجازًا يقارن بإنجازات غيره من أبناء القطيف، إلا أنه في النهاية حقق ذلك الإنجاز كهاوٍ لرياضة غير منتشرة في المنطقة أو المملكة إن صح القول.

« صادق آل حجي» واحد من الشباب، الذين أثبتوا يومًا بعد يوم أن «الفرصة عندما تأتي فنحن لها».

“آل حجي” شارك في ماراثون الجري بمدينة مازولا التابعة لولاية مونتانا في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على المركز 17 عن الفئة العمرية 25-29 سنة، والتي ضمت 86 متنافسًا، والمركز 51 من بين 1200 متسابق تقريبًا، في زمن مدته 3 ساعات و8 دقائق، مجتازًا مسافة 42 كم.

سافر “آل حجي” من مدينته سيهات إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس الهندسة الكيميائية في جامعة ولاية واشنطن، وحصل على درجة البكالوريوس فيها قبل أيام قليلة، لكنه إلى جانب الهندسة الكيميائية؛ اكتشف في نفسه تحديًا آخر، فلم يتوقف عند ماراثون التحصيل العلمي، إنما سجل اسمه في سباقات الجري «الماراثون» بمدينة مازولا – ولاية مونتانا.

وتجارب “آل حجي” مع الرياضة كانت قبل مغادرته أرض القطيف، فقد كان لاعب كرة يد في نادي الخليج فئة الناشئين والشباب، ثم انضم لمجموعة عدائي القطيف.

وقد بدأ ممارسة رياضة الجري في عام 2017م، والنتيجة التي أحرزها مؤخرًا في ماراثون مازولا تعد الأفضل من بين كل المشاركات السابقة التي خاضها.

وفي حديثه لـ «القطيف اليوم»، أوضح أنه شارك في مارس الماضي بماراثون نصفي بمدينة سان دييغو، وحصل فيه على المركز 181 من بين 4790 متسابقًا، في مدة زمنية استغرقت حوالي ساعة و34 دقيقة، عن الفئة العمرية 22-29 عامًا.

قبل الماراثون
وعن استعداداته للمشاركة، بيَّن “آل حجي” أن سباقات الجري لمسافات طويلة “الماراثون”، تتطلب عادة فترة إعداد قبل السباق من 12-20 أسبوعًا، بشكل مستمر، ويقول: “شخصيًا تدربت لمدة 18 أسبوعًا بشكل مستمر مع زيادة المسافة تدريجيًا بشكل أسبوعي، مع زيادة المسافة تدريجيا أسبوعيًا بنسبة لا تتعدى 10%، وعادةً يُنصح أي عداء بممارسة تمارين القوة، وتمارين الحديد، لتجنب الإصابات، وتقوية الجسم بشكل عام، وشخصيًا أمارس رياضة «الكروس فيت» قبل الجري فكانت هي البديل لهذه التمارين”.

وأضاف: “مع بداية الإعداد للماراثون دمجت بين الرياضتين، وهذا عامل مهم لأن رياضة «الكروس فيت» تعزز القوة القلبية عن طريق التمارين ذات الكثافة العالية، بالإضافة إلى تمارين رفع الأثقال، مع مراعاة عدم رفع أوزان ثقيلة في بعض التمارين بالنسبة للعداء وتقوية الجزء العلوي من الجسم بتمارين الجمباز”.

غِذاء خاص
وفي جانب التغذية، ذكر أن التغذية الرياضية تختلف باختلاف الرياضات، موضحًا أنه بالنسبة للجري، وبالتحديد الجري للمسافات الطويلة (نصف ماراثون فأكثر)، له نظام غذائي خاص، يُنصح فيه بضرورة المتابعة مع اختصاصي تغذية، والحرص على مراجعة كل معلومة ومصدرها، في حال اختار الشخص أن يحصل هذه المعلومات ذاتيًا، لأنه مؤخرًا انتشر في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي رياضيون يروجون لأنظمة غذائية قد لا تناسب كل الرياضات، وبالتالي يجب الحرص الشديد عند اتخاذ الإنترنت كمصدر معلوماتي.

ونوه بأنه بشكل عام عادةً ما يكون النظام الغذائي غنيًا بالكربوهيدرات مثل الشوفان والأرز والخبز، بالإضافة للعادات الصحية البديهية بالنسبة لعامة الناس وللرياضيين بشكل خاص، كالابتعاد عن المشروبات الغازية والسكر المصنع والمقليات، والاعتماد على الأكل الطبيعي كمصدر طاقة للتمارين ومصدر استشفاء لما بعدها.

نصيحة
ونصح “آل حجي” كل من يرغب في  رياضة الجري للمسافات الطويلة ورياضات التحمل مثل ركوب الدرجات، وتتطلب التغذية أثناء ممارسة الرياضة إذا كانت لمدة طويلة “ساعة أو ساعة ونصف فأكثر”، بالاعتماد على جل يحتوي على الكربوهيدرات مصنع خصيصًا لرياضات التحمل؛ لتجديد مخازن الكربوهيدرات في الجسم، ويمكن استبداله بمصادر طبيعية كالفواكة المجففة، لكن امتصاص الجسم لها أبطأ من الجل، بالإضافة إلى مشروبات رياضية للتعويض عن فقدان الأملاح والمعادن في الجسم.

ووجه نصيحة أخرى للمبتدئين والمهتمين بهذه الرياضة بالبحث والتعلم عنها، مشيرًا إلى أن المحتوى العربي عن تمارين رياضة الجري، وتغذية العداء، ضعيف للأسف، لكن باللغة الإنجليزية هناك كتب وأيضًا مجلات ومدونات وبودكاست تنشر بشكل يومي أو أسبوعي تقريبًا متخصصة في رياضة الجري.

أمنية
واختتم “آل حجي” حديثه بأمنية أن يكون في المملكة ماراثون، لأن أعداد الممارسين لرياضة الجري في ازدياد حول العالم، وكثير يسافرون لمدن للسياحة ويشاركون في السباقات في نفس الوقت.


error: المحتوي محمي