استضافت جماعة الخط العربي بنادي الفنون التابع للجنة التنمية الاجتماعية بالقطيف، 14 فنانًا من الأحساء، مساء يوم الأربعاء ٣ يوليو ٢٠١٩م، بمقر الديوانية الاجتماعية، كما شارك في اللقاء نخبة من الخطاطين والمهتمين بفنون الخط العربي.
وعلى جانب من اللقاء، تم تنفيذ عدد من الورش الجماعية للخط، قدمها خطاطو القطيف حيدر العلوي لخط النسخ، وزينب آل حمادة للخط الديواني والرقعة، وكذلك ناهد الحيراني للخط الديواني، ومن خطاطي الأحساء شارك في الورش عدنان العباد بخط الثلث، ومصطفى الغانم وحسين الجمعة وليلى النجار وشهرزاد العوض، استعرضوا فن الخط الديواني.
وقام الخطاط مصطفى الغانم، من الأحساء، بتطبيق مباشرة للكتابة بـ”الخط الديواني”، وأوضح أنواعه بين الديواني المصري والتركي والبغدادي، مؤكدًا أنه درسه بصورة عامة ولم يكن توجهه بصورة تفصيلية، مشددًا عند كتابته على ضرورة التعرف على العلاقة بين تراكيب الحروف فيما بينها، وبين الكلمات فيما بينها ومتى تكون.
تجربة “أبو مجداد”
وعلى هامش اللقاء، أدار الخطاط حسن الزاهر حوارًا مع الفنان عباس علي أبو مجداد، رئيس دار الخط العربي بالأحساء، تحدث فيه عن تجربته الشخصية والمراحل التي مر بها حتى إتقان علوم الخط.
وأشار “أبو مجداد” إلى بدايات انطلاقته من القطيف على يد الخطاطين حسن الزاهر، وعلي السواري، رئيس جماعة الخط العربي بالقطيف، ونافع تحيفة وحسن آل رضوان “عابد”، عبر التعلم المباشر أو الزيارات المتبادلة فيما بينهم، والتي كانت متشابهة لكل الخطاطين من محاكاة وتقليد والبحث عن المصادر.
وذكر أنه صاغ أول حروفه من المدرسة منتقلًا إلى المحيط الأكبر على يد الخطاطين في الأحساء والقطيف، ومن ثم أخذ بالبحث عن الخطاطين من خارج المنطقة عبر السفر لخارج المملكة، والمشاركة في المبادرات وحضور المعارض مع جماعة الخط العربي، حيث أخذ الحراك منحنى جديًا أكبر والانتقال من الدراسة إلى التدريس.
ولفت إلى تعلمه عدة أساليب خطية منها؛ البغدادي والمصري، والتركي، ومتابعة طريقة التطوير والحماس مع الخطاطين المعاصرين، الذين يعيشون نفس الهوس والحماس والمعرفة، لنقل التجربة إلى أفكار، عبر محاولة إنشاء تجمع للخطاطين ضمن جلسة نقاشية.
حراك النهضة
وحول سؤال عن رأيه في النهضة الخطية التي تشهدها منطقتا القطيف والأحساء مع وجود الخطاطين المبتدئين، أجاب “أبو مجداد” بأن الجانب التقني أثر بشكل كبير على النهضة والحراك في الفن الخط، قائلًا: “حكمنا على العصر العباسي بأنه العصر الذهبي، والعثماني العصر الثاني، وحاليًا مع الطلب لتعلم فنون الخط والإنتاج الموجود من الخطاطين قد يكون العصر الثالث”.
واعتبر الدورات المقدمة على الساحة دون المستوى المأمول، لكنه أكد أن هناك جانبًا إيجابيًا، سواء كان من الأعضاء، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم المعارض، ومن خلالها يتم تحقيق الرسالة، ناصحًا الحضور بالصبر والجدية، في معرفة ما يمارس لمعرفة كيفية ممارسته، وكذلك إيجاد الوقت له.
الثقافة الخطية
وطالب “أبو مجداد” المبتدئين في الخط العربي بفهمه والقراءة عنه، مع إيمانه بقيمة تعلم الخط، والجدية والصبر، وصحبة معلم واتخاذه قدوة، مشيرًا إلى تجربته عام 2005 في مسابقة “أمشاق” التي نظمها منتدى “فن الإبداع” واشتركت معهم جماعة الخط العربي بالقطيف في عملية التحكيم، لافتًا إلى أنها “كانت تجربة ثرية، مع ما نجد من ضعف المنتدى، وغياب التنظيم والرعاية وعدم وجود المقر الذي كان حائلًا أمام تكرارها”.
مداخلات
تعددت المداخلات من الحضور التي أجاب عنها “أبو مجداد”، ومنها سؤال الخطاطة سعدية الحداد عن “الفرق في تلقيه الدراسة بين المنطقة وتركيا؟”، وأجاب بأن الفرق في طريقة التدريس والأسلوب من القطيف، وتركيا في التنظيم والجدية، والذي يبرز في الإقبال على الدورات بشكل أكاديمي، كما أنه في تركيا نجد أن المعلم قد يوجه الطالب إلى معلم آخر للحصول على إجازة خطية لتدريس الخط، مؤكدًا ضرورة عدم نكران فضل خطاطي المنطقة وأهمية وجود أكاديمية لتعلم فنون الخط.
وسأل جمال الكويتي عن “دار الخط العربي، هل يوجد طموح لتحويلها لأكاديمية خط؟”، فأجاب بأن تطويرها حلم ولتحويله لواقع لابد من تقديم منهج تطويري، وتخطي العقبات الروتينية.
وحول سؤال نافع تحيفة: “كيف نتجاوز هروب بعض الخطاطين المبتدئين من المسير”، قال “أبو مجداد”: “إن الأسباب تختلف عندهم لكلا الجنسين، وأغلبهم يتركه لعدم وجود الحماس والفهم والشغف الكافي للخط العربي، بالإضافة لعدم الفهم بأن الخط فن وتراث حقيقي يظهر مع الزمن، مع الأخذ بظروف الدراسة والحياة الخاصة وتكون مشتركة لهم”.