قاعدة الحب اللا مشروط

نحنُ في توقٍ إلى طفولة بريئة النظرات، عفوية التصرفات، بيضاء القلب، إلى كل حبٍ وأخوة وصداقة وتقارب يمتزج بالصفاء والنقاء واللا مشروط.

فقاعدة اللا مشروط صعبة التطبيق إلا على من هدى الله، ونحن بشر ولسنا ملائكة، لكن، كلما ازداد بنا العمر تقدمًا، وعلمًا، ازداد بنا النور والتجاهل تألُقًا!! ليس احتقارًا للطرف الآخر، بل لأن الدنيا أصبحت قصيرة جدًا، ولن أقف، وتقف لكل صغيرةٍ وتافهة تُحاسب أو أُحاسب عليها!!، لما؟ ولماذا؟ وكيف؟؟

لأني أحبكَ وأحبكِ، لنرتقي ونتقابل عند الحب اللا مشروط.

ألقت كلمتها على مسرح المدرسة في الإذاعة الصباحية، قوبلت بالتصفيق الحار من قبل إدارة المدرسة والزميلات والطالبات.

تقدمت لها إحدى زميلات العمل: “أنتِ فعلًا مهيأةً للحب اللا مشروط”!! شكرت زميلتها مبتسمة.

بعد أن ذهب كلٌ إلى مسؤولياته، جلست في غرفتها لإنجاز أعمالها اليومية، لكنها تساءلت: هل هي فعلًا من يؤمن ويطبق الحب اللا مشروط في الحياة العلمية والعملية والاجتماعية؟؟ هل يوجد خَلقٌ من البشر ينثرون الحب اللا مشروط على وجه البسيطة الفانية؟؟

أخذتْ ورقة وقلمًا وقامت بتحليل القاعدة!! في الحياة العلمية: نحتاج الاحترام، التعاون، الابتسامة، وضع الحدود بين الأطراف إلا فيما ندر.

في الحياة العملية: الاحترام، التعاون، البِشر في وجه الزملاء، عدم التدخل في خصوصياتهم.

في الحياة العائلية والاجتماعية: الاحترام، المودة، البشاشة، السؤال عن الأحوال بين فترة وأخرى، المشاركة في المناسبات.. ووو ..

نلاحظ أن الاحترام أساس كل العلاقات البشرية، فما يناسبك لا يناسبني والعكس صحيح، سواء في الملبس، المأكل، الحديث، التدين، لسَّنا طِبق الأصل، لكن نحاول أن نقرب المسافة، فاختلاف الرأي، والشخصية، والطباع، والتكوين البشري، لا يعني المقاطعة والبُعد، ولا تعني المقايسة بالمثل.

مادام الاحترام منهجًا للجميع، لذا لنسير معًا بهدوء إن أردتْ، ولو كنا مختلفين!!

فقط وجدتُ ونجد الحب اللا مشروط عند الأم.


error: المحتوي محمي