في القطيف.. العبادي يكتفي بإلقاء شعره المترجم لسيرته بـ«شيء يشبه الرقص»

ألقى الشاعر شفيق العبادي كلماته التي تناغمت بوزنها وقافيتها، أمام نخبة من الشعراء والمثقفين، وذلك خلال الأمسية الأدبية التي نظمها منتدى حرف الأدبي، لتوقيع باكورة كتب الشاعر العبادي وهي مجموعته الشعرية “شيء يشبه الرقص”، وذلك يوم الخميس 24 شوال 1440هـ، على مسرح جمعية القطيف الخيرية.

وبدأت الأمسية التي أدار حوارها الشاعر حبيب المعاتيق بالترحيب بالحضور الكريم، والتعريف بالشاعر العبادي، ابن تاروت الذي استأثر بقصائده وأبى أن يصدرها إلا بعد ثلاثة عقود.

وصدح الشاعر بصوته أمام الحضور متنقلًا بين قصائده الشعرية، التي تضم تجربة التفعيلة والنص النثري، مترجمًا فيها الكثير من مشاعره نحو وطنه ومهد ولادته تاروت، وما يكنه من عاطفة وأحاسيس صادقة، غائبًا بين ثنايا حديثه عن الحوار المباشر مع المعاتيق ومداخلات الجمهور، متخدًا شعره وسيلة للرد على كل ما يجول في خوالج المستمعين.

من جانبه، ألقى عضو منتدى حرف الأدبي عقيل شوكان كلمة المنتدى كاشفًا فيها عن أول أمسية أدبية للمنتدى والتي كانت قبل 10 سنوات، وكان فارسها الشاعر العبادي، إذ كانت متنفسًا للأدب ومنطلقًا لأنشطته الأدبية.

وأشار شوكان إلى صورة المشهد الثقافي خلال مسيرته مع وضوح الصورة بين الصعود والهبوط، وتشتت الحضور الأدبي، بين التوقف في منتصف المسيرة أو المواصلة بجهد ومواكبة الأحداث الراهنة.

وذكر الإنجازات التي حققها المنتدى من 20 أمسية وفعالية من محاضرات وندوات، بالإضافة إلى طباعة الإنجازات الأدبية لشعراء القطيف ومنهم؛ السيد عدنان العوامي، ومحمد الماجد، وآخرهم شاعر الأمسية شفيق العبادي، آملًا إكمال مشروعه وإثراء المكتبة العربية، والعمل على الاستمرار لمواصلة المشهد الثقافي وإثراء المنطقة أدبيًا وثقافيًا.

وأشاد بالدعم المقدم من الجمهور لإقامة مثل هذه الفعاليات وبالأخص الشاعرين العبادي، والمعاتيق، وتوجه بالشكر إلى جمعية القطيف الخيرية على استضافة هذه الأمسية.

واستعرض المعاتيق عدة آراء إلى شعراء من القطيف والمنطقة حول الشاعر العبادي وهم؛ فريد النمر، وياسر آل غريب، وعلي الشيخ، ورائد الجشي، وجاسم الصحيح، ومحمد الحرز، وحبيب محمود، وفوزي كريم، وهادي رسول، والسيد محمد الخباز، وزكي السالم، ومحمد الماجد.

وفي ضوء ذلك أكد فريد النمر أن الشاعر العبادي كائن شعري يطير بلغة الحقل والسنابل ويسكنه هاجس الزرقة والبحر في اتساع هذه اللغة، مشيرًا إلى أنه منذ أن عرفه كان لفضائه المتجدد تدفق الينبوع وصفاء الماء.

من جانبه، ذكر محمد الماجد أن شفيق هو صديقه الذي دربه -دون أن يعلم- على كيفية صب الكلمات في جمل حية وكثيفة، ليس من بين صفاتها الضعف ولا التراجع ولا الاستسلام، وكأنها جدار من الباطون المسلح، وطالبه بألا يكون متواضعا كما يحبُّ هو بل يكون استثنائيًا وعظيمًا كما يريد له الشعر.

ووصف السيد محمد الخباز: الشاعر العبادي بـ”التاروتي الجميل الذي مثّل لجيلنا سحابة شعرية تمطر زخات متقشفة بين فينة وأخرى، معاتبًا إياه على حرمانه لهم من ارتشاف قصائده بارتواء طوال هذه السنين الفائتة، حيث كانوا يفتشون عن قصائده في مخابئ الصحراء ولا يرجعون إلا بالظمأ والأسئلة.

واختتمت الأمسية بتوقيع الكتاب من المؤلف للراغبين، مع أمنيات العبادي للجميع بقراءة ممتعة بين سطوره.

يشار إلى أن المجموعة الشعرية للعبادي “شيء يشبه الرقص” تضم 56 نصًا، وزعها بين 138 صفحة من القطع الوسط، وصدرت عن دار عرب للنشر والتوزيع، ومنتدى حرف الأدبي.


error: المحتوي محمي