لا يبدو أن غالبية الأطباء سيفهمون ماهية فقر الدم المنجلي، ولا يتصورون طريقته في غزو جسد المريض حال إصابته بالنوبة كتيار كهربائي يعصف به فيصيبه كله، أو يتنقل بين أجزائه.
#أسوأ_بيشنت
أو أسوأ مريض هو اللقب الذي حصلت عليه اليوم من طبيب الطوارئ المعالج بمستشفى خاص ظننت أنه أفضل حالًا من مستشفيات أخرى، والذي جاءني ليستفسر عن موضع الألم فأوضحت له أنه يتمركز في ظهري وقليلًا في قدماي، فما كان منه إلا أن خرج ليتنذر مع طاقمه من الممرضين ليخبرهم أن أسوأ بيشنت وصلت وهي كالعادة لا تدري موضع الألم فاصرفوا لها الزيفو والبالفالجان، وحين تأخر طاقم التمريض عن خدمتي – والذي يتفاخر بتحطيمه الرقم القياسي في حصد الشكاوى متحدياً المريض في رفع شكوى – ومع تزايد حدة المرض طلب منهم زوجي الاستعجال فكان رد الطبيب أني أرفض الممرضات! ولم أعرف مصدر اتهامه سوى تجاهله رفض الممرضات بغرز الإبرة في أوردتي لأنها صغيرة جدًا وذلك ينهكهن مع طول مرحلة البحث عن وريد مناسب.
فطلبته لأستفسر منه عن طريقته في الحديث ومتى حصل ورفضت الممرضات؟! فكان رده أنني أتهيأ الأمر وهو أبدًا لم يصدر منه ما سمعت، والحمد لله أن زوجي كان موجودًا ليؤكد ما سمعناه.
القصة أعلاه، لم أقصد منها سوى إيصال رسالة بأن الحكم الجائر علينا والنظرة التي ينظر بها الجميع لنا على أننا ندّعي الألم لنحصل على المسكّنات، سببها أن لا أحد سيفهم أن السكلسل من أقوى الأمراض شراسة وشراسته أشد من الولادة، وأقوى من السرطان الصامت، خاصة أن المرض يلازمنا منذ الولادة، ونتعايش مع نوباته حتى يأذن الله بقبض الروح إليه.
لذا فإن الأطباء لابد أن يُزوّدوا بالمعرفة من خلال التثقيف والاستماع للمريض لئلا ندعوا عليهم بألم لا مسكن له.
إيمان السويدان
مريضة سكلسل