خطاط القديح شويهين: وجدت شغفي في رسوم الخط العربي وندرة المعارض أبرز التحديّات

رغم كل ما نتغنى به من جماليات الخط العربي، وبراعة فنانيه، وما يحمله رسم الحروف من قدسية لغة القرآن الكريم، إلا أن كل ذلك لا يشفع للخطاطين أن يجدوا مكانتهم اللائقة بين الفنانين التشكيليين، أو الاهتمام بإقامة معارض خاصة بالخط العربي، ناهيك عن ندرة ورش العمل، والدورات التدريبية التي تصقل الموهبة.

كلمات اجتر معها خطاط بلدة القديح محسن علي شويهين، مرارة التهميش الذي يعانيه كغيره من الخطاطين، فرغم الموهبة التي يمتلكها، والبراعة التي يتقن بها حروفه، إلا أنها محجوبة عن التواجد في معارض الفنون.

شغف البدايات
«شويهين» معلم التربية الفنية، وعضو في جماعة الخط العربي في القطيف، بدأ رحلته مع الخط العربي بنسخه ورقعته ووسمه الديواني مبكرًا، ويقول في حديث خصّ به «القطيف اليوم»: «إشادة معلمي الصف بجمال خطي منذ المراحل الدراسية الأولى، شجعتني أن أتقن ما أكتب، وكانت تجذبني لافتات المعارض والمحلات وبطاقات الزواج، التي تنطبع صورتها في ذهني، لأحاول تقليدها على أوراقي الصغيرة، وكبرت، وكبرت معي موهبة الخط، وتحولت إلى شغف».

ويضيف: «في نفس المرحلة، تعرّفت على الخطاط يحيى البشراوي، وعلمني على القصب الموجود في مزارعنا وطريقة استخدامه، ولم يكن هناك سوى حبر باركر الجاهز للكتابة، ودون إضافة شيء، فأعطاني في البداية “قصبة”، وكانت بسمك 1 ملم، إلى أن بدأت مشواري الحقيقي في عالم الخط العربي عام 1409هـ، حيث جاءت اجتهادات فردية عن طريق كراسة الخطاط هاشم البغدادي، الذي علّم كثيرًا من الخطاطين بطريقة غير مباشرة، عن طريق كراساته».

المدرسة البغدادية
ويرى شويهين أن المدرسة البغدادية، هي المدرسة الفنية، التي ينتمي لها، وخط النسخ والرقعة والديواني، ويقول: «أجد ذاتي في أروقتهم الجمالية».

ويشير إلى أن جماليات الخط العربي تكمن في قوة حروفه، فإنه يترنم شغفًا عبر كتابة الآيات القرآنية والأحاديث والحكم، والعبارات التشجيعية.

التحديات
ويؤكد شويهين أن أبرز التحديات، التي تواجه الخطاط، تُختزل في الوقت، وعدم التشجيع، والاهتمام بما ينتجه الخطاط، منوهًا إلى أن الأصعب يكمن في عدم وجود مكان لإقامة المعارض المعنية بالخط العربي، وراعٍ رسمي لهذه المعارض – إن وجدت.

موضوعات وورش
يهتم شويهين بالكتابات التجارية، كالكتابة على القماش والخشب والزجاج، ويختار مواضيع لوحاته بدقة، ويحرص على أن تقدم قيمة إنسانية بالإضافة إلى قيمة جمالية في إبراز الخط العربي، وتشجيع الجميع على الكتابة، خصوصًا في هذا الزمن، مع وجود التقنيات والكمبيوتر، حيث أصبح الناس، يكتبون بالكيبورد ولا يكتبون بالقلم.

ولأنه يعرف قيمة التعلم والتدريب لتنمية الموهبة، بدأ بتقديم ورشات عمل فنية في الخط العربي بساحة مدرسته، للمعلمين والطلاب -على حد سواء -، وبلغة يحدوها الأمل، فإنه يتمنى من الجميع ممارسة الكتابة اليومية ولو بالقلم العادي، بالشيء القليل، والاهتمام بهذا الفن، لأنه لغتنا، فالعربية لغة القرآن الكريم.

*تصوير: وافي وحيدر العلوي


error: المحتوي محمي