في احتفاء مركزي القطيف بـ673 ممرضًا وممرضة.. آل حمود والتوبي تحكيان قصة كفاحهما

احتفى مستشفى القطيف المركزي باليوم العالمي للتمريض، بتكريم 673 ممرضًا وممرضة، في 21 قسمًا في المستشفى، يوم الخميس 24 شوال 1440هـ، بقاعة المحاضرات بالمستشفى.

وجاء تنظيم الاحتفالية من قسم خدمات التمريض بالمستشفى وبالتعاون مع فريق Al hands التطوعي، بإشراف من رئيسة خدمات التمريض أمل الحساوي، ودشنها المدير التنفيذي لمستشفى الطبيب رياض الموسى.

وحضر الاحتفالية أكثر من 250 شخصًا من الكوادر الطبية والفنية والإدارية بالمستشفى، وعدد من إدارات التمريض بالتجمع الصحي الأول بالمنطقة الشرقية، والمستشفيات التابعة له، وممرضو وممرضات مركزي القطيف.

استهل الحفل الذي قدم فقراته الممرض محمد الناظري بتلاوة مباركة من القارئ سالم آل مدن، بعده ألقى المدير التنفيذي الدكتور الموسى كلمة خاصة، أعرب فيها عن سعادته بهذا التكريم والاحتفال بفئة التمريض ودورها الرائد في القطاع الصحي، وفي تقديم الخدمات المباشرة للمريض وجودتها في المراكز الصحية والمستشفيات بلا استثناء.

وأكد الدكتور الموسى على الدور الكبير الذي يقوم به طاقم التمريض من رجال ونساء، وتقديم خدمة تليق بالمرضى، إذ أثبتوا أنهم على قدر التحديات في الفترات الماضية، رغم الصعوبات والنقص الذي يحصل في بعض الأقسام، وتعويضه بكل شجاعة وثبات.

وأشاد بدورهم ومواجهة تحدي اعتماد المنشآت الصحية، حيث تم اعتماد المستشفى بدرجة عالية، نتيجة عمل الكوادر التمريضية الدؤوب والمتواصل ليلًا ونهارًا، وخلال العطل الأسبوعية لتحقيق حلم الجميع، الذي يُعد مؤشرًا على حُسن تقديم الخدمات وتحسينها في مركزي القطيف، مقدمًا شكره إلى الجميع وأكد أن الاحتفاء بالممرض يحتاج لأكثر من يوم، مع شكر المساهمين على تنظيم الحفل.

من جانبه، اعتبر رئيس العناية المركزة ونائب المدير الطبي الطبيب مازن الزاير عمله في المستشفى فرصة للعمل مع كوادر التمريض، التي كان دائمًا معجبًا بعطائهم وتضحياتهم التي يقدمونها، من تحمل ضغوط العمل واحتواء المشاكل الأسرية الاجتماعية المصاحبة لهذه المهنة.

ونوه إلى أن الخدمات المقدمة من كوادر التمريض قد لامس صدقها ولا يجد مكافأة مجزية لهم نظير هذه الخدمة، بما يملكونه من الحكمة والمرونة لتمضي هذه المهنة في طريقها، شاكرًا الجميع على جهود المبذولة.

من جانبها، ثمّنت رئيس خدمات التمريض أمل الحساوي جهود التمريض في جميع الاقسام لتقديم الرعاية للجميع، معتبرةً هذه الطاقات البشرية الهائلة كنوزًا مدفونة، بما يملكونه من خبرات لا متناهية، من العمل الدؤوب، وخير مثال على ذلك النجاح الذي حقق في سباهي، حيث أثبتوا أنهم قلب المستشفى النابض.

تكريم الخبرات
«القطيف اليوم» وقفت خلال الحفل على تجارب بعض الكوادر النسائية ذات الخبرة، والمشهود لهن بالمهارة والإخلاص في العمل، فقبل 29 سنة، تحدت الممرضة صالحة جاسم آل حمود النظرة القاصرة المأخوذة عن مهنة التمريض، وقلة كوادر التمريض السعودية، سواء كانت من الأطباء أو المرضى أو ذويهم والمجتمع، واستطاعت رئاسة تمريض قسم العناية القلبية في مستشفى القطيف المركزي منذ 20 سنة، فحملت آل حمود الإيمان برسالة التمريض والدور المنوط به بقولها: “أن أكون ممرضة معناه أن أكون ملاك رحمة، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وأن أكون قوية لمواجهة أي تحديات مهنية أو حياتية”.

وتذكر أنها التحقت بدراسة التمريض بعد إنهاء المرحلة المتوسطة ودرسته في “المعهد الصحي الثانوي بالقطيف” وتخرجت فيه بتقدير ممتاز، وحصلت على المركز الأول على مستوى المنطقة الشرقية، حيث كان عمرها آنذاك 17 عامًا.

وكسبت بإخلاصها ثقة الجميع على مستوى الكوادر الطبية والمرضى، وتوسعت مداركها العلمية بالبحث والتعلم والقراءة، حيث عملت في عدة أقسام بمركزي القطيف منها؛ وحدة العناية المركزة للأطفال الخدج، والطوارئ، مع الدخول في مناقشات مع الأطباء، إلى أن وصلت لمستوى طبيب مقيم في قسم مرضى القلب.

وتم ترشيحها إلى رئاسة قسم العناية القلبية من قبل استشاري القلب عيسى العقيلي، منذ العام 1420هـ، ومازالت مستمرة فيه، ساعيةً لتقديم البرامج التطويرية للقسم، بمساعدة الدكتور العقيلي الذي ذلل الصعوبات والمشاكل مع كوادر التمريض والعمل بروح الفريق الواحد، وتوفير بيئة عمل مناسبة.

وأعربت عن فخرها بمسيرتها العملية بما يقارب ثلاثة عقود، مؤكدةً أن مفهوم القائدة الناجحة، يستوجب ضرورة احتواء جميع الطاقم الطبي والموظفين ورفع مستواهم، مع حب ما تقوم به من عمل.

عناية الأطفال
من جهتها، استحضرت الممرضة ورئيسة قسم العناية المركزة للأطفال زهراء التوبي مسيرتها الممتدة لأكثر من 26 عامًا، مع مهنة التمريض، والوقوف عليها كنقطة تحول في حياتها، بعد أن كانت تتردد على المركز الصحي للعلاج ومتابعة تطعيمات أخوتها، وتلاحظ خلال زياراتها الممرضات وهن يتلقين أوامر الطبيب ويعملن الواجب دون كلل أو ملل، وهنا قررت دخول عالم التمريض.

وأوضحت أن أهلها قابلوا فكرتها بدراسة التمريض بالتشجيع، وبالأخص من والدها، الذي كان يعتبرها مهنة إنسانية ويقدر دورها الكبير للجميع، لتخوض الدراسة في المعهد الصحي الثانوي بالقطيف، بكل أمل وإقدام، وتخرجت منه عام 1414هـ.

أشارت إلى أن القطيف المركزي أولى محطاتها الوظيفية، واستمرت فيه إلى هذا اليوم مع أنها خُيّرت بين العمل في أحد المراكز الصحية أو البقاء واستلام رئاسة قسم العناية المركزة للأطفال إلا أنها قبلت البقاء لاكتساب الخبرات، وبتشجيع من زوجها.

ولجأت التوبي إلى زيادة محصلتها العلمية والعملية بالتدريب المستمر عبر الالتحاق بالدورات وورش العمل وقراءة الكتب، وكسب الخبرات من الكوادر الطبية والصحية من حولها، ومواجهةً التحديات والصعوبات من حيث العمل واختلاف الشخصيات بالجد والمثابرة.

وحصلت في مشوارها على شهادات الموظف المثالي بالمستشفى عام 1430هـ، وتم تكريمها كأفضل رئيس لقسم العناية المركزة للأطفال، بالإضافة إلى تكريمها من مديرية الشؤون الصحية لمشاركتها في انتدابات الحج، وبعد إكمال 20 سنة، مع مشاركتها في تنظيم حملة أمراض الدم الوراثية.

مشاهد من الحفل
تخلل الحفل تقديم لوحات إنشادية من الأطفال، ومشاهد تمثيلية من واقع مهنة التمريض، ونشأة التمريض منذ القدم إلى الوقت الحاضر، وكذلك تمثيل بعض المشاهد الكوميدية التي تحاكي تعامل كوادر التمريض مع المرضى.

وشهد الحفل وقفات تكريم خاصة كانت من قسم التمريض إلى الممرضتين صالحة آل حمود، وزهراء التوبي، وتكريم رئيس خدمات التمريض الحساوي من كوادر التمريض، وتكريم وحدة الإنزيم بقيادة الدكتورة روضة آل سنبل لممرضات الفريق.

واختتم الحفل بالتكريم العام إلى جميع الممرضين والممرضات من قسم خدمات التمريض، قلّده لهم المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور رياض الموسى.


error: المحتوي محمي