تطلق الأمنيات في سربها كل صباح، وتسربل الأحلام بالإيمان كل مساء، فالحياة دائمًا ممكنة، ومهما كانت أحلامنا بعيدة، وكل الواقع حولنا يقول “لا”، يظل صوت الإيمان يقول “يأتي بها الله”، هكذا كان حال “ولاء”، ابنة القطيف التي ذاقت مرارة الفقد في سن مبكرة، وعاشت مع إخوتها الثلاث معنى اليتم بعد وفاة أبيهم.
ثابرت ولاء واجتهدت في دراستها حتى نالت شهادتها الثانوية، لتصطدم بصخرة جديدة في حياتها، صخرة الحصول على مقعد جامعي مجاني، ورغم مرارة الشعور بعدم استكمال دراستها الجامعية، ظل الأمل يحدوها، ودعوات أمها ترافقها، أن تكون الذراع التي تتكئ عليها أسرتها الصغيرة نحو حياة أفضل.
أمنية
وجاءت تباشير الأمل مع برنامج “أمنية” التعليمي الخيري، الذي أطلقته لجنة كافل اليتيم بجمعية القطيف في 2016م، والذي تأهلت “ولاء” بفضل الله واجتهادها، لأن تلتحق به، والذي يُعنى بتيسير التعليم العالي لأبناء أسر الأيتام المتفوقين المستفيدين من اللجنة، وإعطائهم فرصة التعليم في المعاهد والكليات الوطنية كما يسعى لدعمهم وتأمين مستقبلهم بتعليم منتهي بالتوظيف لدمجهم في سوق العمل بحرفيةٍ واقتدار.
طالبة طب
التحقت ولاء “فتاة أمنية” بكلية المانع للعلوم الطبية، وبعد سنتها الجامعية الأولى تمكنت من الحصول على منحة دراسية من الكلية، محققة بذلك رغبتها وطموحها، وراسمة الخطى الأولى لطالب مستفيد آخر من “برنامج أمنية” الذي فتح لها الأبواب، ليسلك مثلها طريق النجاح، ويسير في درب تحقيق الأمنيات العملية في الحياة.
وعبّرت “ولاء”، باكورة الإنجاز المتألق لبرنامج “أمنية”، لـ«القطيف اليوم»، عن بالغ سعادتها ورضاها، وتوجهت بشكرها وتقديرها وامتنانها للمسؤولين بلجنة كافل اليتيم، وقالت بكلمات فَرِحة: «شعوري لا يوصف، طارت الكلمات من ذهني، لقد حققتم رغبتي»، وواصلت كلماتها بنبرة تكسوها الغبطة والبهجة: “كل هذا من فضل وتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم دعوات أمي واجتهادي”.
وأضافت: “أشكر لجنة كافل اليتيم بجمعية القطيف، جزيل الشكر، على منحي هذه الفرصة الثمينة، وأتمنى أن أكون على قدرٍ المسؤولية تجاه ثقتهم بي، وأُشرِّف أهلي وخاصة والدتي، سأتعلم وأستفيد من كل لحظة تطويرية ومهنية سأعيشها”.
وفي ختام حديثها، تُقدم ولاء نصيحتها الذهبية لبنات جيلها: “مهما كانت الظروف والتحديات، ومهما كانت الصعوبات والعقبات، فلا تيأسي من تحقيق حلمك، وتذكري دائمًا أنه ليس هناك أصلًا مكان لليأس في القلب.. بل هناك “أمنية”.