همسة لذاتنا

من منا لا يسعى لتطوير نفسه؟ ومن منا لم يواجه الصعوبات في تحقيق الذات؟

تطوير الذات أصبح من الأمور المهمة في حياة الإنسان، فهو سنة الله في الكون، لذا وجب عليه السعي في تحقيق ذاته، وذلك بالتفكير بالأمور الإيجابية والانطلاق نحو تغيير سلبياته، وحتى يتمكن من ذلك لابد من وضع النقاط المهمة لإيجاد الحلول المناسبة في تطوير ذاته، والذي يعتبر أولى مراحل التغيير والتطوير.

وهو منهج ينتهجه الإنسان ليشعر بالقوة والرضا عن نفسه وعن عمله، وليشعر بالسلام والأمان الداخلي، ويسعى هذا المنهج إلى؛ اكتساب المهارات، والمعلومات، والسلوك والارتقاء بالذات، ومن يريد النجاح بحياته العلمية والعملية، وفي جميع المجالات والأصعدة عليه أن يجعل لنفسه المثل الأعلى ليتألق ويرتقي في جميع أموره، ولابد أن يدرك أن النجاح ليس بالسرعة والقوة، وإنما العبرة في النهاية، أي بمعنى أنَّه يستطيع النجاح والتميز والتفوق في معارك الحياة.

وقد تسابق علماء النفس والاجتماع والإرادة بتأليف الكتب وإلقاء المحاضرات وإعدادها؛ لتنمية النفس البشرية وصقل مواهبها وبيان أهدافها ودوافعها.

وتنقسم عوامل التطوير إلى؛ عوامل داخلية؛ تتحقق بالرغبة والإرادة في إيجاد الذات، والعوامل الخارجية؛ والتي تحدث في وسط الأشخاص المقربين كالأهل والأصدقاء؛ فهم لهم الدور الفعال في تغيير شخصياتنا وذواتنا، ولكن أولًا بالاعتماد على أنفسنا بهذا التطوير، كما أكَّد منذ عصور ماضية على ذلك الفيلسوف أفلاطون، وهو بذلك يجعلنا نركز على نقاط القوة والضعف بشخصيتنا.

ويأتي التطوير أولًا بالتفكير بالمستقبل ووضع الخطط لتنفيذها؛ وذلك بالعزيمة والإصرار والثقة بالنفس والتي تعتبر العامل الأساسي بالبدء في التطوير.

لذا يقول الله تعالى في محكم كتابه الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}، فهذه الآية قاعدة أساسية في أن التطوير يأتي من الإنسان أولًا، ومن ثم أن الله يحقق للمرء الأفضل في تغيير حياته.


error: المحتوي محمي