جامعة نموذجية «المطلب والأمل»

في ظل ما يشهده وطننا الحبيب ‘المملكة العربية السعودية” من ازدهار شامل على جميع الأصعدة، والميادين التي تحيط بنا، وتمس شؤوننا الحياتية ومستقبل الأجيال القادمة، نجد من الأهمية بمكان التطرق لمسألة التعليم، والذي هو الاستثمار الحقيقي في تنمية الفرد والمجتمع.

وتتأكد هذه المسألة على ضوء ما نشهده كل عام في مثل هذا الوقت، حيث يزداد الطلب على التسجيل الجامعي لخريجي الثانوية العامة من بنين وبنات وتبعًا لذلك تتزايد وتيرة الخوف والقلق عند الأهالي من عدم الحصول على قبول لأبنائهم وبناتهم الخريجين والخريجات وللأعداد المتزايدة على الجامعات والكليات التي تزخر بها ربوع الوطن من مدن وقرى وبلدات.

ورغم أن هذ الأمر هو قضية تشهدها البلاد من أقصاها إلى أقصاها، ولكنه في محافظة القطيف يبدو أكثر تعقيدًا بعض الشيء، فهذه المحافظة المعروفة بتعدد مدنها وبلداتها وبتعدادها السكني والذي تجاوز المليوني نسمة غالبيتهم من الشباب والشابات من طلبة المدارس بمختلف مستوياتها التعليمية، بالتالي فالموضوع بات بحاجة إلى وضع حلول جذرية لاستقطاب الأعداد المتزايدة من الخريجين طالبي المقاعد الدراسية الجامعية.

وما هو غير جديد أن محافظة القطيف لا توجد فيها جامعة، رغم المساعي الحثيثة طيلة السنوات الماضية للمطالبة بمشروع جامعة كاملة للتخصصات، وقد كونت لجان من النخبة من دكاترة وأكاديميين ورفعت إحصائيات ودراسات مستفيضة للمسؤولين والجهات المختصة عن حاجة أبناء القطيف وبناتهم لجامعة ولتخفيف أعباء تلك المسافات والمصاريف المادية وعناء السفر ومشاكل الطرق والترحال من خارج المنطقة إلى جامعات أخرى تبعد مئات الكيلومترات ولا يتوفر فيها نسب توفي عددهم المتقدم ورغباتهم التخصصية الطموحة.

نعتقد أن فكرة منح القطيف جامعة، أو كلية متخصصة كبيرة بحجم كلية الجبيل الصناعية هو أمر ملح في الوقت الحاضر، ويخدم كل قطاعات التنمية، خاصة أننا على أبواب عهد جديد، هو عهد رؤية المملكة 2030 بقيادة سمو ولي العهد – حفظه الله – وبتوجيهات قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – رعاه الله.

أعتقد أن المسألة مطروحة أمام المجلس المحلي ومجلس المنطقة لدراسة هذا الأمر، وإذا لم نتمكن من افتتاح جامعة في القطيف في الوقت الحالي، فيمكن إطلاق كلية بمواصفات كلية الجبيل الصناعية، وكذلك فرع لمعهد الإدارة العامة، مع الكلية التقنية بالقطيف نكون قد قدمنا خدمة جليلة لوطننا الكبير وقد يسد الحاجة المهمة والملحة (من منح القطيف جامعة) على المدى القريب.

دمتم جميعًا في خدمة الوطن.


error: المحتوي محمي