
«كعك.. كازو.. صبار.. عنچكك.. لوز هندي..» تعددت الأسماء والعشق واحد، فحالة الشوارع وإقبال كل الفئات العمرية والاجتماعية على شراء اللوز الهندي، تكشف مدى حب الناس لهذه الثمرة الطيبة، وربما نقبل عليها كموروث شعبي أو ارتباط بذكريات الطفولة، ولكن بالتأكيد سيزداد عشقنا للوز الهندي بعد معرفة فوائده الكثيرة للجسم، وما يقوم به كمطهر طبيعي للمعدة والأمعاء؛ حيث أثبتت الدارسات العلمية أن هذه الثمرة متعددة الأسماء والفوائد تعد مصدرًا للعديد من القيم الغذائية التي تساعد على حماية الجسم من الأمراض المختلفة؛ كبعض حالات الجذام، ومعالجة الجرب، والأمراض الجلدية بصورةٍ عامّة، وعلاج الأورام المُختلفة.
ويؤكد المهندس الزراعي خالد آل جميعان لـ«القطيف اليوم» أن شجرة اللوز الهندي التي يكثر بيعها على الطرقات في هذا الوقت من السنة لها استخدامات طبية وعلاجية كثيرة، خاصة في تقوية المعدة وتنشيط عملها، وتسهيل عمليّة الهضم، كما تتمتّع أنواع اللوز الهندي بالكثير من الفوائد الأخرى.
مُسهلات طبيعيّة
وبيّن آل جميعان أن صنف “الكابلي” من اللوز الهندي، ذي اللون الغامق، واللون الأصفر يعد الأكثر فاعلية في “علاج الحمى”؛ كونه يُخفّف بقوة من أعراض الحمى الشديدة، ويعزز صحّة القولون، حيث يُنشّط حركة القولون، ويُسهّل حركة الأمعاء؛ لذا يُعتبر من المُسهلات الطبيعيّة التي تؤدي دورًا مُهمًا في تخليص الجسم من السموم عن طريق الإخراج، والتخفيف من مشكلة تلف الكبد، الناتجة عن استنشاق العناصر الكيميائيّة المُنبعثة من المصانع، بالإضافة إلى إمكانية محاربة أوراق شجرة اللوز الهندي لفيروس التهاب الكبد الوبائي، والتخلّص من نغزات الصدر، وخفقان القلب وتسارع النبضات.
وذكر أن جميع أنواع “اللوز الهندي” مُفيدةٌ في هذا الإطار، كما يتم تناولها على شكل شراب لتخفيف آلام المفاصل والروماتيزم٬ وكذلك يعزز اللوز الهندي وخاصة النوع الأصفر من صحّة العين، ويعمل على علاج مشاكل الطحال، وعلاج التهابات القصبة الهوائيّة، وتنشيط الرغبة الجنسيّة، وعلاج الصداع.
دباغة وتطهير
ولفت المهندس آل جميعان إلى أن أوراق شجر اللوز الهندي غنيةٌ بمادة التانين، ولذلك تستخدم في دباغة الجلود، وصبغ الأقمشة، وصناعة الحبر، وتنظيف أحواض السباحة؛ لما لها من خواص مضادّة للبكتيريا والفطريات.
شجرةٌ مُعمرةٌ
وأضاف أن شجرة اللوز الهنديّ هي شجرةٌ مُعمرةٌ تنتمي إلى عائلة الأشجار الطلحيّة، واسمها العلمي “بيثيسيلوم دولسي”، وموطنها الأصلي الهند، وباكستان، والسودان، وأمريكا الجنوبية، والوسطى، وأجزاء من الشمالية.
ونوّه إلى أنّ شجرة اللوز الهندي دائمة الخضرة، ومزهرة ومثمرة، وظلّها وارف، وهي سريعة النمو؛ حيث يزداد ارتفاعها مترين سنويًا، وقد تثمر خلال السنة الأولى من زراعتها، ويصل ارتفاعها حوالي 10 – 20 مترًا، كما يصل عمرها إلى 20 سنة، وتتحمل الحرارة العالية كما تتحمل العطش، وهي مقاومة للجفاف.
من دون عناية
وأشار إلى أنّ الشجرة لا تحتاج إلى عناية خاصة، ولكنها تحتاج فقط إلى الري في بداية زراعتها، وبعد أن تكبر تحتاج للري مرة واحدة في الأسبوع، أو تروى على فترات متباعدة.
أوراقها
وعن أوراقها يقول: إن أوراقها مركّبة، والأزهار لونها كريمي وتحمل نورات قطنية بنهاية الأفرع، والثمرة قرنية يؤكل الجزء الداخلي الأبيض منها، وتتكاثر بالبذور، والعقل، وتحافظ البذور على حيويتها لمدة ستة أشهر، مشيرًا إلى أن موعد زراعتها في شهر فبراير، ومارس، وسبتمبر، وتنبت البذور خلال يومين من زراعتها.
محبوبة النحل
وبيّن أن الشجرة تزهر في في شهر مارس، ويمتد إنتاجها من ثلاثة شهور إلى أكثر، وأزهارها رحيقية يحبها النحل فهي تصلح كمراعٍ للنحل، لكنها تصاب بحشرة ذبابة الفاكهة.