قرار القيادة حلم لم يكن يومًا حلمًا

لم أحلم يومًا بأن أقود سيارة فهي لعبة الأولاد المفضلة، ولم تكن يومًا ضمن اهتماماتي كفتاة، ولم أر والدي كفيف البصر يقود لأشعر بالحماس للقيادة، ولم أجلس يومًا في كرسي مرافق السيارة لأشعر بمتعة السائق في القيادة.

وكان القرار، وأول من سألني: “هل ستكونين من القائدات؟”، سائقي، لأجيبه: “نعم سأكون”، مما جعله يبحث عن كفيل آخر ليضمن لقمة عيشه و يتركني أتخبط بين التطبيقات “كريم” و”أوبر” وغيرها.

وما زلت لا أشعر بحماس القيادة إلى أن صار القرار حقيقة وواقعًا ١٠ شوال، وقادت النساء بكل ثقة بكل جمال بكل روعة بمنتهى الأمان.

وبدأت الرحلة ومحاولة حسم الحيرة بين شرق وتبوك والبحرين، واستسلمت لتكون البحرين أيقونة البداية وانطلقت بالرغم من حرارة الصيف، واجهت نفسي بالقوة بالعزم بالإصرار.

وبالرغم من العقبات ما وجدت إلا أيدي تمتد لتصل بي للحلم الذي ما كان حلمًا يومًا لأشعر بنشوة النجاح وأبدأ رحلة البحث عن سيارة مناسبة لاحتياجات والدتي لأنها كانت الهدف الذي حوّل الحلم إلى حقيقة، صبرت وتسرعت وصبرت وبحثت ووجدت، نعم سيارتي التي انتظرتها والدتي.

وبدأت أتابع كل مستجدات القيادة بقيادة خجولة متدرجة المسافات ومتوالية الإجازات الأسبوعية أدرب نفسي بنفسي، إلى أن وجدت نفسي قادرة على نقل والدتي للمستشفى مع عاملتها وكرسيها المتحرك لحضور مواعيدها لتشعر هي بالفخر بي، ابنة ذاك الرجل العصامي الكفيف.

هي كذلك مثله لم تقف مكتوفة اليدين عاجزة، بل حوَّلت قرار القيادة إلى حلم سهل المنال وتاريخ تطبيق القرار يليه يوم ميلادي، وفعلًا وُلدت من جديد لأقود مركبتي بكل حرية، بكل أريحية، بكل أمان، وأكون صاحبة قرار، ولله الحمد والشكر دائمًا وأبدًا.

شكرًا لأولي الأمر قيادتنا الرشيدة أصحاب القرار، شكرًا لوالدتي وأخواتي وأزواجهن، منحوني الثقة و القوة والعزم والإصرار، شكرًا لصديقات الرخصة نجيبة بتول ملاك، شكرًا لمدربي البحرين الأساتذة: أسامة الثاني، وأمل قيم، وعادل الهرمي، شكرًا لزميلات الدوام لدعمهن لي وعلى رأسهن قائدتي، شكرًا دكتورة مروة الحرز لمنحي الفرصة لأكون ضمن الفريق التطوعي لجروبات الرخصة.


error: المحتوي محمي