
شددت الاختصاصية النفسية بشرى المحروس على أهمية تكوين القدوة الحسنة في السلوك وإيجادها للأطفال والتي تكون من الوالدين، وذلك بإدراكهما ووعيهما بتأسيس أسرة متزنة قادرة على تلبية احتياجات أطفالهم السيكولوجية والعاطفية المرتبطة بالنمو، ومن أهمها الحاجة للشعور بالأمن والتقدير والحب، مع الحاجة للانتماء وتكوين علاقات اجتماعية، لما لها من انعكاس واضح على سلوكه وعلاقته مع الآخرين.
وطالبت المحروس بتجنب السلبية في التعامل مع الطفل، بعرضها بعض السلوكيات السلبية التي تمارس تجاه الطفل ويكون لها بُعد على سلوكه بصورة عكسية تظهر مع تطور شخصيته منها؛ إذا عاش في جو من الانتقاد الدائم يتعود على الرفض والعناد، وعندما يعيش في جو الكراهية يتعلم العدوانية، وإذا تربى على السخرية غرس لديه الخوف والعزلة والانطواء.
هذا ما ناقشته الاختصاصية النفسية، في المحاضرة الأسبوعية لمجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بالقطيف “ابني كما أريد” يوم الأربعاء الماضي 21 ديسمبر، بحضور 40 شخصاً من المهتمين بالتربية، والتعليم في رياض الأطفال.
واستعرضت المحروس مع الحضور بعض المشاكل السلوكية والتربوية التي يعاني منها الأطفال في سنوات الطفولة المبكرة، والوقوف على جوانب الضعف والقوة لديهم مع التأكيد على القدرات الفردية لكل طفل.
وأكدت على أهمية إشاعة الجو الذي يغدق فيض من الاتزان بين ما يحتاجه الطفل وبين ما يمكن تقديمه، ومدى ملاءمة ذلك له ولوالديه مع إشباع الاحتياجات في مرحلة الطفولة لتكون لبنة تأسيسية يستطيع من خلالها تجاوز المعيقات مستقبلا ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ الفضول وحب الاكتشاف يقدم لنا أطفال متسائلين، معرفة متعمقة تولد أطفال مطلعين، حل مشاكله واتخاذ القرار يجعل منهم مفكرين، وامتلاكه قدرات لغوية عالية يوجد لدينا أولاد متواصلين.
وختمت المحاضرة بطرح الحضور لعدد من المداخلات التي تمحورت حول سلوكيات أطفالهم معهم أو من خلال دمجهم مع أقرانهم، مع تكريم الاختصاصية النفسية بشرى المحروس من الاختصاصي الاجتماعي علي أبو خليل من إدارة المجموعة على ما قدمت من معلومات إثرائية للجميع.