اختتمت فرقة أضواء للفنون المسرحية آخر عروض مسرحيتها “قونايدن”، مساء يوم الاثنين 7 شوال 1440هـ، بعد عرضها لمدة ستة أيام متتالية بدأت مع أول أيام العيد على مسرح جمعية القطيف الخيرية بحي البحر.
وناقشت المسرحية مواضيع حساسة جداً في المجتمع محاولةً معالجتها في مشاهد كوميدية تطرحها بكل جرأة؛ ومنها غزو وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الكبير على المجتمعات الأخرى للحصول على الثراء والشهرة السريعة، وكذلك تعلّق الملايين من المتابعين بأبطال ونجوم وسائل التواصل الاجتماعي الذين استغلّوا هذا العدد الضخم للوصول للثراء والشهرة دون مجهود يذكر، وتأثير هذا الانفتاح على قيم الفضيلة والتراث والتمسك باللغة والعمل الأصيل، وأيضًا التقليد الأعمى من الكبار والصغار للمشاهير والاقتداء بهم.
وشارك في المسرحية كل من الفنانين؛ فاضل آل حسن، ومحمد الحمادي، وحسن الشريف، ومهدي المرهون، وحسين المدرهم، بالإضافة إلى الأطفال؛ لقمان الصويلح، وسجاد الشرقي، ومهدي الحمادي، وكانت الكلمات للشاعر علي الناصر، والألحان لـ مرتضى جواد، والأداء لـ حسين الحمادي، ومرتضى جواد، وأخرجها محسن الحمادي، وهي من تأليف محمد محسن الحمادي، وقام بعمل هندسة الصوت عبدالحميد أبو السعود، وأقيمت بإشراف عام من هادي الحمادي، وبإدارة مسرح هاني المعيوف، وحمزة السليم، ومحمد عاشور، وفاضل دعبل، والإضاءة لـ حسن الفردان، وأحمد القصاب، وصمم البوستر أحمد المسباع، ونفّذ إعلانات الفيديو صادق الدبيسي وجاء في هندسة الديكورات والصيانة ناصر الشرقي.
وبالنسبة لآراء الجمهور، رأى المصوّر الفوتوغرافي علي أبو ليرات أن المسرحية هادفة وتحاكي سلبيات منتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض السلبيات المنتشرة في المجتمع وبعض الوظائف، مشيدًا بطاقم المسرحية من مؤلف ومخرج وممثلين من مختلف الأعمار من داخل المنطقة.
وعبّر أبو ليرات عن فخره واعتزازه بفرقة الأضواء المسرحية، مقدمًا شكره لهم على ما قدموه وما زالوا يقدمونه من عروض في مواسم العيد على مدار السنوات الماضية ورسمهم البسمة على وجوه الصغار والكبار، مؤكدًا على دعمهم وتقديرهم.
وعلّق الفنان علي الغراب على المسرحية بأنها عمل جميل، معبرًا عن إعجابه بمنتاج الفيديو ودمج العرض المرئي بأحداث المسرحية والتنوع بين العرض والأداء والإنشاد، مشيرًا إلى أنها مسرحية متكاملة وأنه رغم صغر المسرح إلا أن الطاقم تعامل بحيوية واستقطبت مواهب صغيرة أبدعوا في الأداء، وأن الأحداث في المسرح كانت مترابطة حيث أوضحت مشكلات السوشيال ميديا وكيف يمكن استغلالها بشكل جيد.
وقال الغراب: “إن الشهرة تستوجب طريقة معينة من التصرف والتواضع وزرع الثقافة، ويعتبر المسرح بيتًا ينتج الإبداع وفرقة أضواء منتجون للأجيال وقدموا إبداعات لفترات متفاوتة من الزمن”.
وأكد مخرج المسرحية محسن الحمادي أنها استقطبت عددًا كبيرًا من الحضور، منذ انطلاقها يوم الأربعاء 1 شوال 1440هـ، وطوال فترة عرضها التي استمرت 6 ليالٍ تم خلالها طرح المشكلات الاجتماعية بقالب اتسم بالجرأة، ووصف المسرحية بأنها هادفة وجميلة ولها حضور قوي وأيضاً كوميدية جداً وراقية وبها إسقاطات تعالج مواضيع اجتماعية، وقال: “نشكر جميع من حضر مسرحية قونايدن فهذا أكبر دعم لنا وترقبونا في الأعمال القادمة”.
وقال الفنان السيد فاضل الحسن: “الحمد الله انتهت أيام عروض مسرحية قونايدن التي قضيناها بالمتعة رغم المشقة والتعب، لكن عندما نرى السعادة في وجوه الجماهير يذهب كل الشعور بالتعب”.
وتابع الحسن: “الحمد الله فالرسالة قد وصلت ونتمنى من الناس الالتفات إلى المواضيع التي ناقشتها المسرحية وعدم المسير خلف مشاهير السوشيال ميديا وتقليدهم تقليدًا أعمى”.
وتحدث مؤلف النص الفنان محمد الحمادي عن المسرحية قائلًا: “كانت فيها إسقاطات طرحت ونوقشت بكل شجاعة وكان فيها انتقادات لاذعة جدًا لمشاهير السوشيال ميديا”.