التحدي مع الحياة (1)

تحكي وقلبها يعتصر ألمًا وتقول: انفصلتُ عن الحياة الزوجية ومعها طلقتُ السعادة، لا ثمة أمل بارق ولا نور يرى، الفشل في كل زاوية يتراءى أمامي، وحياتي باتت مظلمة، وتلك هي التعاسة تنشر أشعتها الحارقة في سماء حياتي، ها أنا لا أصلح زوجة ولا أنفع أمّاً وهذا لسان حالها.

يؤسفنا عندما يمر الإنسان بأزمة في الحياة ويواجه صعوبات وآلام في مسيرة حياته فتنعكس أفكاره السلبية على سلوكياته وينحرم من متع الحياة وخيراتها، وكأن الحياة انتهت بسبب المشكلة التي يمر بها.

عندما يتألم الإنسان ويتجرع مرارة الألم والتعب بسبب المشاكل والبلايا التي حلت به ويعكس كل آهات الألم والمتاعب على كل جانب مشرق في حياته فهذه التصرفات تعتبر انتحارًا من الحياة الطيبة والمكوث في الظلام والبعد عن الأنام.

يعلم كل منا أن الحياة غير صافية لأي أحد منا ولا لنبي ولا وصي ولا عبد ولا حر ولا ذكر ولا أنثى ولا صغير ولا كبير، فالجميع مرت عليه أو ستمر عليه ظروف قاسية وآلام تجرح الحياة وتدمي القلوب ويبقى طريقة التعامل مع هذه الظروف وكيف يكيّفها لأجله ويستفيد من خبراتها ومنحها، ويحول آلامها إلى مصلحته.

لو أدرك البشر حقيقة الألم لعلموا أنه نعمة عظيمة وهبة جليلة ومنحة كبيرة لفوائد جمة ومنافعه عديدة وسنذكر منها:

(1) وجود الألم والمتاعب منذر بوجود علة أو شعورك بنعمة العافية في جسدك وهذا على مستوى البدن والصحة.

(2) الألم يقربك لله (عز وجل) والتضرع إليه عندما تحل بالإنسان نكبات وأزمات تنهك روحه وتنهش قلبه.

(3) الألم يعلّم الإنسان الصبر ويصقل الروح، فالعمل الشاق يزيد المرء قوة وقدرة على تحمل الأعباء ويؤسس فينا مشاعر الرحمة والإحساس بالآخرين.

(4) الآلام تقوي العزيمة والإرادة وتثبت دعائم الرجولة الحقة ويكتسب القوة والصلابة ومواجهة صعوبات الحياة وظروفها القاسية.

(5) الألم يفجر الإبداع ويصوّر الجمال.

واعلم أن الحياة مشحونة بالتحديات والآلام والصعوبات إما مشاكل طبيعية أو خارجية وأحياناً مشاكل شخصية داخلية، ولن تحقق الهدف وتبلغ الأماني إلا بقوة إرادتك وصلابة عزيمتك ومواجهة الصعوبات بكل حكمة وروية وكما قيل في المأثور:

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

واعلم أن المشكلات والآلام لا تدوم بإمكانك تجاوزها وتكون من الماضي، وكما أن كل مشكلة لها إطار وحدود، والعاقل من يتلمس الجانب المشرق في كل محنة ويحول المشكلات إلى مكاسب عظيمة فابحث عنها.

نلتقي معكم أسبوعيًا إن شاء الله كل يوم ثلاثاء.

ونختتم المقال بسؤال تحدٍ ورياضي يعمل على تحفيز العقل ويمكنكم الإجابة عنه في التعليقات. ودمتم بخير وصحة وسلامة..

(سؤال التحدي):
ثلاثة أرباع مربع الثلثين هو:
(أ) نصف
(ب) ثلث
(ج) ربع
(د) ثلثان

الثلاثاء ٨/ ١٠/ ١٤٤٠هـ


error: المحتوي محمي