في القطيف.. التركي من تباب في رحلات الغوص إلى قائد سفينة أرامكو

عشق عبدالله التركي البحر منذ صباه وخاض غمار أمواجه لمدة تزيد على نصف قرن من الزمن، وتعلم فنونه بالمحاكاة والتجربة من تباب على ظهر السفينة في رحلات الغوص، مع الصبية لاكتساب الخبرة بالقيام ببعض الأعمال للبحارة، إلى الانضمام للعمل الرسمي في شركة أرامكو السعودية، لمدة 40 سنة كقائد للسفينة.

ذلك ما كشفه التركي ابن تاروت لزوار مهرجان “فرحة العيد”، في فعالية “سمرات أدبية”، والمنظم من بلدية القطيف، على الواجهة البحرية بالقطيف، يوم السبت 5 شوال 1440هـ، وحاورته الصحفية شادن الحايك.

وتحدث التركي بصورة حية عن تجربته بعرض أدوات البحارة وصور السفن التي رسمها، مع شرح كيفية استخدامها ومتى، مشيرًا إلى أن هذا امتداد لمعرضه البحري الخاص في منزله، ومنها؛ البوصلة، والدين “سلة المحار”، والفطام “سداد الأنف أثناء الغوص، ومجسمات سفن، والحبال، وأنواع من اللؤلؤ وميزانها.

وذكر أن علاقته مع البحر بدأت وهو ابن العاشرة من عمره، حيث وجد أباه وعمه يخوضان غمار البحار دون خوف وهوادة، في عائلة لم يخرج منها ذو خبرة غيره، إلا أنه ومع تأسيس شركة أرامكو السعودية كان وقتها عمره 15 سنة، والتحق بها عام 1951م وعمره 18 سنة، في وقت كان يقبل من عمره 20 سنة، وعمل فيها بصيانة السفن البحرية وصار كابتن بحري حتى سنة تقاعده 1991م.

ومزج التركي عشقه إلى البحر واستخراج خيراته من لؤلؤ إلى نفط، فقد ألف ماءه وأمواجه المتلاطمة، ورائحته التي تعطيه الحياة، مع ما يكابده من بعد عن الأهل لكسب لقمة العيش، نتيجة للتنقل والأسفار بين محطات البترول.

وتذكر أصعب موقف واجهه في البحر عندما كان صغيرًا وهو خوفه من أمواج البحر، مما قاده إلى الاختفاء في قدر طبخ كبير لحماية نفسه، واصفًا البحر بعالم آخر ونظير للبر، من حيث تبادل البيع والشراء، وتبادل البضائع بين البحارة، وحاجة البحارة التي تقطن البحر لشهور إلى المؤنة.

وعرض أنواع اللؤلؤ التي تختلف جودتها، بناء على اختلاف الألوان والأحجام والصلابة ومنها؛ حصبة رأس، ودانة، وجوهرة، وقماشة، وبطن، ودويلة، مفصلًا أجزاء فلقة المحار إلى؛ الوجنة، وعمر، وبطن، وظهر المحار.

وشارك الحضور في طرح الأسئلة على الضيف، ومن ضمنها سؤال صالح آل عمير عن أسماء النواخذة الذين لهم تاريخ عريق في مهنتهم؟ فأجاب بأنه يوجد في جزيرة تاروت الكثير منهم، وهم؛ محمد مكي القروص، والحاج علي الضامن ومحمد الضامن، وحسن القروص، ومهدي التركي، ومهدي السني وعبدالله المختار.

واختتم التركي اللقاء بإنشاء تنهيمة بحرية، ومن ثم وجّه له الشكر خلال المحاورة مع الحايك على ما قدم من معلومات وسجل يعود له الأجيال كتاريخ للمنطقة والوطن.


error: المحتوي محمي