
ذات مساء أجمع المحكمون على اختيار ثلاثة أعمال فنية قدروها بالأفضل فمنحوها الفوز ضمن مسابقة الشباب التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام عام 2009.
وانحازت الجائزة الأولى للعمل الأميز وهو مكون من قطعتين تحت عنوان تجريد لوني، لوحتان ممهورتان بتوقيع شاب في مقتبل العمر، متقاربتان حجمًا ورؤية وأسلوبًا وتختلفان في بعض الإيقاعات الشكلية، تمثل الأولى علاقات لونية حارة تبدأ من الأعلى بحلكة الأسود المشبع باللون الكحلي يتخللهما نزولًا عنفوان الأحمر على هيئة جبال مترامية في أفق اللوحة، وينتصب بينهما خمسة خطوط متساويات، تقف بين العتمة والتوهّج، وتشع الأرضية بتدرجات البرتقالي المتوج صفرة تزينه كتلتان ذات لون أخضر داكن تتلاشى حوافهما فتوحًا، واحدة ذات اليمين وأخرى على الشمال، وبقعة صخرية مضببة بلمسات خفيفة من البياض، يجاورها انسياب سيولات منحدرة من عتمة السواد مارًا بالأرضية ومتواصل نزولًا إلى خارج نطاق اللوحة، وعلى مقربة منه تقطيعات خطية متوازية، سميكة الحجم بصفرة وبياض، ترتمي تمددًا محدودًا في كنف الأرضية.
أما اللوحة الثانية فتنضح بالأرضية الصفراء الليمونية ينساب عليها سيولات مكثّفة، آتية من حلكة الفضاء موشحة بالأخضر الداكن تتموج فتوحًا للأسفل، وبقعة خضراء زاهية كعشبة مضيئة يبرز فوقها سلم خطي يغوي العين بإيهام التداخل (بين بروز الخلفية تارة وانحسار العتبات والعكس) موشحة بالأحمر والأسود ورتوشات صفراء، يقابلها في الأسفل ثلاثة خطوط متوازية تتلاشى صغرًا للأسفل، تتجمع فيها تنويعات ألوان اللوحة، ويشع من الوسط هدير بياض ناصع يشد العين من بين عنفوان الألوان الصاخبة.
عمل فرض حضورًا ملفتًا وسط أعمال المسابقة الشبابية وحظي باستحسان زوّار المعرض.
ثمة ضوء إعلامي التقط اسم الشاب مانحًا إياه بشارة فنية مبكرة عكست مفاجأتين: الأولى؛ نفسية الفنان التي باغتها الفوز ولونها بتواشيح الفرح كإنجاز أولي وهو في بداية دربه الفني، والثانية؛ علامة استفهام دارت بين لجنة التحكيم وتساءلت: من يكون هذا الشاب الذي يملك هذا الحس الفني المتحدث بلغة حوارية حرة ضمن مساحات التجريد اللوني المعاصر؟
وعطفًا على السؤال؛ فإن صاحب الجائزة المحتفى به في رحاب جمعية الثقافة والفنون لم يكن معروفًا في الوسط التشكيلي المحلي ولم يسمع بذكره الفني أحد من قبل! فمن هو يا ترى صاحب هذه الريشة الواعدة؟