قضى العمد واستقر في اللحد

رحلت في يوم عظيم لأنك عظيم يا أبا هاني (حيث رحلت في يوم القدر).

– كان الشيخ سعيد (المعروف بحجي سعيد) عمدًا من أعمدة المنبر الحسيني في القطيف ومما يؤكد أنه في الحقيقة عمد تخرج أكابر الخطباء في القطيف على يده وهم أخواته رحم الله الماضين وأطال الله في أعمار الباقين، وأيضًا مما يؤكد أنه عمد المنبر، وقد تأثر أكابر الخطباء في المنطقة بخطابته أمثال المرحوم الملا عبد الرسول البصارى وغيره من الخطباء الذين لهم وزنهم في الخطابة الحسينية.

– أبو هاني البستان
كان الأجداد والآباء في كثير من المناطق في القطيف وخصوصًا التي كان يمارس الخطابة فيها يلقبونه بالبستان؛ لأن منبره كان منبرًا متنوعًا كان في الفقه وكثيرًا ما كان يركز ويدقق في المسائل العبادية وخصوصًا الصلاة بالترتيب والطمأنينة وصحة قراءة السور في الصلاة كان يستمر في قراءة سورة الفاتحة والسور في أكثر من مجلس بشهر رمضان. وكان منبرًا أيضًا في التفسير والعقائد والتربية وكان مدرسة واسعة في التاريخ. وكان يتحدث كثيرًا عن طب الأئمة (عليهم السلام). وكان يحث الناس على الاهتمام بالصحة الجيدة. فكان بستانًا كل يقطف منه ثمارًا طيبة زاكية مصفاة لا غبار فيها.

– كان مدرسة عظيمة في الوعظ خصوصًا في فواتح المؤمنين والمؤمنات كان في هذا المجال لا نظير له كانت مجالس التعزية (الفاتحة) عنده لها طعم خاص ومؤثر جدًا جدًا. حتى كان يلقبه البعض في بعض المناطق (أبو النعوش) يعني أبو الفواتح؛ حيث كان مؤثرًا في نفوس الناس ومسليًا لأصحاب المصيبة بكلمات مؤثرة وقصص مسلية مبصرة.

– كان صاحب كلمة قوية حتى كان محبوه لا يقبلون بغيرها من الكلمات في نفس المجال، ومن قوة كلمته كان له دور كبير في زواج بعض المؤمنين والمؤمنات.

– كان يقرأ بعض المجالس الحسينية وفي حال علمه أن هناك خلافًا بين أصحاب المجلس لا يقبل بالقراءة مرة أخرى حتى يتم الصلح بين أصحاب المجلس.

– كان ينفق أجرة المجلس الذي يقرأه على الفقراء والمحتاجين دون علم أحد ولربما إلى يومنا هذا.

– كان يريد للمنبر الحسيني أن يبقى شامخًا عاليًا لا عوج فيه و لا خلل. وكان يريد للمجالس الحسينية أن تحافظ على قدسيتها وعظمتها.

– كان خطيب العلماء حيث كان خطيب حسينية السدرة في وسط القطيف حيث كان معظم علماء القطيف يحضرون للاستماع فيها.

– كان أيام مرضه الأول الذي أقعده عن ممارسة الخطابة وبعد استقرار حالته الصحية ورجع للمنبر، كان يسأل عن أصحابه واحدًا واحدًا، وفي حال إخباره بأن أحدهم مريض يذهب ليعودهم في منازلهم رغم مرضه وكبر سنه.

– كان يأتي بأطوار حسينية حزينة ومميزة.

– كان يسرد قصصًا تاريخية في شتى الأمور.

– كانت عنده – رحمه الله – أمنية، وهي أن يتوفاه الله وهو على منبر سيد الشهداء (عليه السلام). لكن روحه الطاهرة صعدت إلى باريها في يوم القدر العظيم. ولهذا رحل في يوم عظيم لأنه عظيم.

رحمك الله يا أبا هاني رحمة الأبرار وحشرك الله مع النبي وإله الأطهار.. خدمت الحسين أكثر من ثمانين عامًا وقد ذهبت إلى الحسين (عليه السلام)، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.


error: المحتوي محمي