سلوني قبل أن تفقدوني “العقل”

تزدهر الأمة الإسلامية بالكثير من النماذج الطيبة الرائعة التي قدحت زناد الفكر الإسلامي وضمير الأمة من خلال سيرتهم الطيبة وتعاليمهم المؤثرة، حيث يمتلكون الطرق المنهجية والمرئيات الواضحة في الحياة التي ترتكز على العقيدة الإسلامية.

بذاتي غصت في بحار النصوص الأدبية والركائز الفكرية، فوجدت على مستوى الشخصي الإمام علي عليه السلام من أفضل الشخصيات الإسلامية بعد الرسول (محمد صلى الله عليه وآله وسلم) على المستوى المعرفي والفقهي والخطابي والإمام علي (ع) أكثر الناس معرفةً بالقرآن الكريم وأعلى الناس معرفةً في تفسير القرآن وتأويله.

فينبغي علينا نحن كباحثين أن نبحر بقوارب المعرفة ونغوص في بحار شخصية الإمام علي (ع) ونجمع الدرر من بحار الإمام، الإمام علي (ع) يطرح بعض النظريات في ميادين الفكر من خلال توجيه المجتمع الإسلامي للسير في الطريق الصحيح والوصول إلى الأهداف بسهولة، منهج الإمام علي(ع) يضع مفاهيم إلى الاتجاهات الفكرية الصحيحة.

الإمام علي (ع) ليس مشغولًا في البحث عن الحقيقة أو مصادرها حتى يزداد اقتناعًا، فهو تلميذ من المدرسة الإلهية ومدرسها الرسول (محمد صلى الله عليه واله وسلم)، حيث أصبح الإمام علي (ع) باب مدينة العلم ومن أراد العلم يأتي من بابها حيث الإمام علي (ع) لم ينحصر في مجال واحد أو تخصص معين كما نشهد في علومنا حاليًا، بل وضع الإمام للمجتمع مفاهيم منهجية وركائز في مختلف التخصصات: الفلسفة، والاقتصاد، والتربية والفيزياء والرياضيات وعلوم الطبيعة والاجتماع والطب والكثير من العلوم، فهو القائل: “فاسألوني قبل أن تفقدوني”.

الإمام علي (ع) يبن إلى الإنسانية أهمية العقل السليم في المجتمع، حيث الإنسان غني بالعقل وتفكيره وقدراته فليس الغني غني المال والجاه، فيقول الإمام (ع) في نهج البلاغة (لا غني كالعقل)، حيث فضَّل العقل على الإنسان أفضل من المال في توضيح طريق الصواب والعقل مرجعية في الاستطلاع ويمكن الاعتماد عليه في الاختيار الأفضل.

الإمام علي (ع) وصف العقل بأنه أفضل من المال، حيث العقل يبين لك الرؤية الصحيحة في اختبار الطريق الصحيح وهذا منهج القرآن الكريم.


error: المحتوي محمي