ورد عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام : ( كم من صائمٍ ليس لَهُ من صيامهِ إلاّ الجوع والظّما وكم من قائمٍ ليس لَهُ من قيامه إلاّ السّهرُ والعناء
حبَّذا نومُ الأكياسِ وإفطارهم ) .
كم صائمٍ لم يجنِ مِن صومٍ لَهُ
إلا إجاعة بطنه وكذا الظّما
كم قائمٍ لم يجنِ غير عنائه
ولنيلِ أجرٍ لم يكن أن يغنَما
سوءُ الفِعالِ مَعَ المعاصي أذهبا
أجراً إذا في ذاك كان تفهّما
لا يملأُ المِشخالَ ماءٌ قد جرى
فِيهِ وما المِشخالُ محتفظٌ بِمَا
لا تخلُطَنَّ مَعَ التّطوّعِ ما بهِ
يمضي التّطوُّعُ دُونَ نفعٍ مُعدَما
مَن كانَ قد صَلَّى وعقَّ بفعلِهِ
للوالدين أتى بذلكَ مأثَما
مَن لم تَصُمْ مِنْهُ الجوارحُ كانَ في
سخَطِ الإلهِ بمَا هُنالكَ أجرَمَا
وإذا تصَدَّقَ ثُمَّ مَنَّ بما أتى
لم ينتفعْ كلاّ ونالَ المَغرَما
لا تستَغِبْ أحداً فتُعطِيَهُ الذي
قد كانَ مِن حسَنٍ أتيتَ فتندَما
حافِظْ على ما كُنتَ ترجو أجرَهُ
مِن خالقٍ وإليهِ كُن مُتقدِّما
و دَعِ الرِّياءَ فإنَّهُ سَيُحيلُ ما
قدَّمتَ مِن عَمَلٍ هُناكَ مُحَطَّما
اللهُ يعلمُ ما انطوَتْ لَكَ نِيَّةٌ
فِيهِ ويعلمُ ما خفى وتكتَّما
فاحذرْ مُراقبةَ الإلهِ فإنَّهُ
ما كانَ يُغفِلُ طائعاً أو مُجرِما
فاللهُ يُجزِلُ بالعطاءِ لِعبدِهِ
و يُنيلُهُ أجراً هُنالِكَ أعظما
اللهُ أقربُ ما يَكُونُ لطائعٍ
فاجعلْ فِعالَكَ لِلمُهيمنِ سُلُّما
لتنالَ في يَوْمِ الحِسابِ جِنانَهُ
و نعيمَهُ وترى النّبيَّ الأكرَما