هل كل آلام أسفل الظهر مخيفة؟

إذا كنت تعاني من آلام أسفل الظهر فأنت لست الوحيد؛ فواحد من كل عشرة أشخاص حول العالم يعاني من هذه الآلام.

بيد أن الدراسات تشير إلى نسبة عالية جدًا لحالات التحسن والتخلص من آلام أسفل الظهر بالعلاج الطبيعي، وأغلب الحالات ليست بحاجة إلى عمليات جراحية إلا ما ندر.

ما هي الأسباب لذلك؟ وهل هي كما يعتقد الغالبية عن ألم أسفل الظهر أن هناك مشكلة في الفقرات أو العمود الفقري؟

في الحقيقة لا، ليس كما يعتقد الغالبية، حيث إن أغلب مشاكل ألم أسفل الظهر تكون في أساسها مشكلة عضلية، وسنتطرق إلى مثالين يوضحان ذلك:

١. قصر عضلات الفخذ الخلفية أحد عوامل ألم أسفل الظهر، ويعتبر سببًا مباشرًا في ذلك في كثير من الحالات.

٢. وأيضًا من أسباب آلام أسفل الظهر الشد أو النقاط العضلية في عضلات الألوية (عضلات الأرداف)، وقد ينتقل الألم إلى الفخذ من الخلف وأسفل القدم، وهنا لو لاحظنا أن هذه الأعراض متطابقة مع أعراض عرق النسا (sciatic nerve)، فلا تقلق حين تشعر بانتقال الألم إلى الفخذ وأسفل القدم، فالمشكلة ليست دائمًا بسبب خلل في الفقرات!

إن سبب طرح هذه الأمثلة ما هو إلا لتغيير المفهوم الشائع لدى عامة الناس والخوف الشديد من أن تكون هنالك مشكلة في العمود الفقري، فالأسباب متعددة ومختلفة لمشاكل ألم أسفل الظهر، وهنا يأتي دور اختصاصي العلاج الطبيعي لمعرفة السبب وأين تكمن المشكلة ومن ثم رسم برنامج علاجي مناسب يلتزم به المريض.

إذن كما ذكرنا آنفًا، أن أغلب المشاكل والآلام في أسفل الظهر تكون مشاكل عضلية، فغالبًا ما يتم حل هذه المشاكل العضلية والشعور بالتحسن خلال الجلسات الأولى من العلاج، فعليك المتابعة مع الاختصاصي بشكل دوري.

العلاج المناسب ينقسم إلى عدة امور يجب الالتزام بها:
١. تخفيف الألم بالوسائل المتاحة لدى اختصاصي العلاج الطبيعي.
٢. إزالة السبب الرئيسي للألم.
٣. العمل على عدم عودة المشكلة من جديد مرة أخرى عن طريق التمارين العلاجية الموصى بها من قبل الاختصاصي، والابتعاد عن تجربة أي تمرين غير موصى به من قبل الاختصاصي.
٤. عند الشعور باختفاء الألم، فهذا لا يعني انتهاء المشكلة وإيقاف العلاج من نفسك، بل يجب مواصلة العلاج كاملًا حتى لا تعود المشكلة.
علي يعقوب درويش- اختصاصي علاج طبيعي


error: المحتوي محمي