الكاتب كالمسافر

هناك أوقات في حياة كل كاتب، يقوي فيها عزيمته وإرادته، والتجارب يمسها قدر كبير من خبراته وقدراته وثقافته، وإذا أراد الإنسان أن يصل لأي هدف فإنه حري به أن يصل إليه، وبسعيه واجتهاده يحقق ما يرغب فيه، ويضم إلى ذلك مقدار ما يملكه من جموح إشراقي.

إن الكُتَّاب الذين لديهم شرح الصدر وسعة البال، وكل فرد منهم له أسلوب معين في التعبير والنقد، ومهارة الكتابة تحتاج إلى الكثير من الممارسة والتدريب. أمامهم سلم طويل فلهذا عليهم ألا يستسلموا إلى التجارب والمواجهات الصعبة، وذلك لكي يحققوا مرادهم ويصلوا إلى مستويات أعلى من المهارات الإبداعية والرقي، والتطور الإيجابي، والتميز والتألق الشخصي.

لا يطلق على الكاتب؛ ناجح أو خبير إلا إذا أتقن فن الكتابة والقدرة على التعبير بسلاسة، ومن الضرورة أن يركن إلى التفكير التحليلي والبحث في القضايا والحلول الجذرية والظواهر المعاصرة، باعتماده على أخذ الدورات والدراسات التدريبية وامتلاكه الخبرة والثقافة العالية، لتكون له القدرة على إيصال رسالته الإعلامية والبراقة الإبداعية إلى المتلقي.

والكاتب كالمسافر يخرج لاستكشاف مناطق من العقل المغاير، يتطلع إلى أن يجد الحقيقة إن استطاع إيجادها، وإذا وجدها يستعملها، فكلُّ على شاكلته وطريقته في التعبير والبحث عن الحقائق المجردة، وفي النهاية يعتبر هذا دافعاً إنسانياً وحب الاستطلاع للوصول إلى الحقيقة.

ونضيف من هذا الأمر الاستفادة من تجارب أهل الخبرات الحديثة في الكتابة، وهناك أيضاً أداة مهمة جداً يجب أن يملكها كاتب المقالة وهي: “مستوى الوعي”، فالوعي يستدرك قيمة المجتمع ويجعله يعالج مظاهر التعصب والعنف الثقافي والأخلاقي، ويرسم بقلمه روح التسامح والانفتاح والاعتدال.


error: المحتوي محمي