يتربع “طبق الثريد” أبرز المأكولات الشعبية المشهورة في العالم العربي على قائمة الموائد الرمضانية في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية، لما يتميز به من مذاق خاص، وقيمة غذائية عالية، وتعود حكاية إعداده وتحضيره إلى تقاليد توارثتها الأجيال جيل بعد جيل منذ عقود مضت.
ويتكون طبق الثريد أحد أشهر المأكولات التقليدية من مجموعة من الخضار المتنوعة التي يتم خلطها مع خبز المفتوت واللحم والمرق، ويتفنن الطباخون في طريقة طهيه إما بالطريقة التقليدية المعتادة أو من خلال إضافة التوابل والنكهات الخاصة بطريقة لا يتقنها إلا ربات البيوت في القطيف.
وقالت المواطنة علا محمد البراهيم خبيرة الطبخ على مدى 20 عامًا – ومن الأسر المنتجة -: “إن أهالي القطيف يحرصون على وجود طبق “الثريد” الذي يعد من الأطعمة الرئيسية بالقطيف خصوصًا في وقت الإفطار، حيث يمد الجسم بالطاقة التي يفقدها طوال يوم الصيام، ويتكون هذا الطبق من الخبز العربي “خبز التنور” واللحم والمرق أو الصالونة، مع الخضراوات”.
وأضافت أنه توجد عادات وتقاليد متوارثة في القطيف في رمضان ومنها تبادل موائد الإفطار الشعبية بين الأقارب والجيران والأصدقاء والعائلة من باب تعزيز الترابط الاجتماعي، وأحرص على تلبية طلبات الزبائن ومنها “الثريد” لما له شعبية كبيرة، إضافة إلى إعداد الأطباق المتنوعة الممزوجة بنكهة الماضي التي لا تجيدها إلا ربات البيوت مثل أطباق: الممروس، والعفوسة، والمنفورة “الفتوتة”، والعصيدة، والخبيصة، والمقرازي ومهلبية الرز، وغيرها.
وأكدت المواطنة سلوى السيف أن وجبة الثريد هي الأكثر طلبًا عليها من مختلف الأعمار، خصوصا الكبار لما تحتويه من مكونات يرغب الجميع في حضورها على المائدة أو السفرة، وقالت: “بعد تقطيع الخبز العربي “التنور” تتم إضافة صالونة اللحم أو يخلط الاثنان معاً في وعاء كبير، حيث تفضل الأسرة وجود هذا الطبق في الإفطار اليومي”.
وتختلف مسميات الثريد في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية ككل، إذ يسمّى الثريد أو الصالونة أو التشريب، وفي مصر يسمّى الفتّة، بينما في تونس وغرب ليبيا يطلق عليه “فتات”، وفي شرق ليبيا يطلق عليه “مثرودة”، ويُعرف في المغرب بـ”الرفيسة” أو “ثريد” و”شخشوخة” حسب المناطق والمكونات وفي الجزائر يسمّى الشخشوخة التي تعتمد بصورة أساسية على تقطيع “ثرد” الخضراوات أو الخبز أو كلاهما إلى قطع صغيرة الحجم في صحن عميق وغمسها بمرقة “اللحم”، ويستخدم خبز التنور أو خبز الرقاق على الصاج، أما في شرق سوريا، دير الزور فتعرف باسم “ثرود أو ثريد”.
من جانبه، أوضح أحمد الحاجي صاحب مطعم ومختص في الأكلات الشعبية أن حركة شراء الأكلات الشعبية في رمضان نشطة على الرغم من تطور الحياة ودخول أطعمة ووجبات عصرية سريعة إلا أن رمضان له خصوصيته من ناحية الطلب على هذه الأكلات والإقبال عليها مثل: الثريد، والكباب المبصل القطيفي، والكباجي أو الجباتي، وغيرها.