
أكدت استشاري نمو وسلوك الأطفال د. أمل حسين العوامي، أهمية تمييز مصطلحات ومسميات «التوحد» التي تصب إما في «اضطراب التوحد» أو «طيف التوحد».
وأوضحت لـ «اليوم» أنها لا تصنفه كمرض لجهل أسبابه وعدم وجود علاج محدد له، وأوضحت أن الأشخاص المختصين بتشخيص التوحد قليلون بالمملكة في حين يبلغ عدد أطباء نمو وسلوك الأطفال 14 طبيبا بالمملكة.
مسميات التوحد
* بم تفسرين ضوابط استخدام مصطلحات ومسميات التوحد؟
– يأتي مفهوم التوحد على حالتين، بداية يجب فهم أن التوحد ليس مرضا، في حين أن المرض معروفة أسبابه وله علاج محدد، كما أن التوحد لا أسبابه معروفة وليس له علاج محدد، فهو يأتي تحت معنى اضطراب، والمصطلح الثاني هو «طيف» فإن الناس عادة تخطئ فيه فيظنون أن الطيف يأتي بمعنى الشيء القليل، إنما كلمة «طيف» يقابلها مصطلح علمي «تنوع» بين اللون الأبيض إلى الأسود بجميع درجات اللون والشدة، في حين طيف التوحد معناه شدة الصعوبة عند التوحد، درجات «الصعوبة في التواصل أو المهارات الاجتماعية» اعتمادا على الجينات والبيئة والتدخل وغيره.
تأخرات نمائية
* حول التشخيص المبكر لاضطراب التوحد، ما الأعراض التي تظهر على الطفل؟
– نطمح ألا ننتظر أن تظهر أعراض التوحد، بل أن يكون هناك وعي للكشف المبكر من خلال مسح ميداني عبارة عن أسئلة محددة تُبين إذا كان الطفل عنده تأخر من أي من محاور التأخرات النمائية، بمعنى ألا ننتظر إلى أن يكمل الطفل 3 سنوات وهو لا ينطق حتى أُشخص التوحد، وينصح حين إكمال الطفل عمر السنة أو السنتين أن تقوم المراكز الطبية والمستشفيات بعمل مسح للأطفال في فترة التطعيمات، عبر إعطاء الأم استبيانا وله طريقة محددة للحسابات لمعرفة إن كان في الطفل تأخر يعطى له نظرة أخرى وتصور لحالته.
التشخيص المبكر
* مَنْ الأشخاص المسؤولون عن التشخيص المبكر؟
– الكشف المسحي أفضل من الكشف المبكر، ونفضل أن نعمل مسحا حتى يقام بالتشخيص المبكر في حين أن الأشخاص المؤهلين بالتشخيص قليلون بالمنطقة، وتوجد عيادتان مركزيتان بالمنطقة الشرقية لتشخيص التوحد في حين أن الأشخاص المسؤولين عن التشخيص لسلوك الطفل هم خمسة أشخاص: طبيب نمو وسلوك أطفال «14 منهم في المملكة ككل» أو طبيب نفسي أطفال أو طبيب أعصاب أطفال أو أخصائي نفسي إكلينيكي أو أخصائي التأهيل الوظيفي، ولا نغفل أهمية وجود الخدمة الاجتماعية، ومهم في التشخيص معرفة نسبة الذكاء والضعف اللغوي، وهل هو ضعف استقبالي أم استخراجي للكلمة وكيف نقوم بمساعدته.
علامات الخطر
* ما علامات الخطر، التي تنبئ بوجود اضطراب التوحد؟
– توجد علامات خطر تتمثل في عمر السنة بأن الطفل لا يقوم بـ«المناغاة» إضافة إلى أن بعض الأطفال لا يستجيب لاسمه، أو لا يلوح بيديه في عمر 4 شهور، وآخر لا يمشي على عمر السنة ونصف السنة، أو كثير البكاء ولا يعبر عن احتياجاته بعمر سنتين، تلك علامات خطر أولية تبدأ عادة بتميزها من عمر سنة إلى 3 سنوات.
الخطة العلاجية
* بم تتمثل الخطة العلاجية لاضطراب التوحد؟
– في أثناء ما أراقب الطفل وفي نهاية فحص الذكاء عنده ينبغي مراقبة كيفية تعلم الطفل، هل يتعلم حسيا أم بصريا أم سمعيا، وهل الطفل لديه نقاط قوة نستطيع من خلالها التركيز عليها وتنمية قدراته التعليمية، فبعضهم نستطيع أن ندخل العلاج في مرحلة اللعب، وبعض الأطفال لديهم إدراك وعاطفة للعائلة نستطيع استخدامها في العلاج، ومعرفة سلوك الطفل واحتياجاته هو ما يساعده في الخطة العلاجية.
* كيف تصفين أهمية التعامل معه بالعمر العقلي لا الزمني؟
– التوحد اضطراب نمائي بمعنى لا يتطور ويتغير، في التوحد لا تأخذ المسارات النمائية مستوى النمو لدى الطفل، العضلي والعصبي، لا يتأخر عادة لكن تتأخر عنده القدرات الإدراكية واللغوية، القدرات اللغوية مع الممارسة قد تتحسن بالتدريج، لكن القدرات الإدراكية تختلف من طفل إلى طفل، في حين يكون الطفل في عمر 15 سنة وإدراكه كطفل بعمر 5 سنوات على سبيل المثال، لا نلوم أي طفل حين يتصرف تصرفات أصغر من عمره؛ لكونه بالغا أو كبيرا، فتوجد مساحة بين التطور الزمني والإدراكي؛ لكون الدماغ لم يتكون ويتطور بالطريقة المعتادة كما في الطفل العادي.
* وعن الحالة النفسية للأم والأسرة، كيف يمكن تفاديها؟
– يصب في مرحلتين، الأولى: كيفية تفادي الصدمة الأولية بالإنكار وعدم التصديق، والمرحلة الأخرى: الغضب الذي قد يسبق المرحلة الأولى، فهم يقومون بلوم أنفسهم على ما حدث لطفلهم والطبيب الذي قام بتشخيص التوحد، ومن بعدها يصابون بحالة من الاكتئاب وإهمال للنفس أو الطفل ولا يكون الاكتئاب كمرض، فغالبا ما يكون مؤقتا، الحالة الأخيرة تصل إلى التقبل فيبحث عن العلاج وحلوله، حينها هذه المراحل قد تؤثر على نفسية الطفل فهو لديه مشكلة في عملية التواصل الاجتماعي.