المحروس: مياه الأمطار الراكدة بيئة غنية بالحشرات وسببٌ للإصابة بالأمراض

أكد الدكتور محمد المحروس على أن تجمع مياه الأمطار على المسطحات الأرضية والتربة الزراعية خصوصًا في مثل هذه الأيام هو أحد العوامل الرئيسة التي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار كسبب للكثير من الأمراض الميكروبية والتي يُصنف بعضها تحت عنوان المهدد للصحة العامة.

وأضاف بأنه ليس خافياً على الجميع رؤية بعض أنواع الحشرات الطائرة في مثل هذه الأيام والتي تشبه في شكلها النحل وغيرها من حشرات يطلق عليها بشكل عام اسم بعوض أيًا كان نوعها وخطرها، مشيراً إلى أن مرض الملاريا والذي تنقله بعوضة الأنوفليس ومرض حمى الضنك يُعدان من أكبر أخطار المياه الراكدة، خصوصًا إذا ما أصبحت تلك المياه مرتعًا ملحوظًا للحشرات وخصوصًا البعوض بأنواعه المختلفة وهو الملاحظ في مثل هذه الأيام.

وأوضح بأنه عادة ما توجد في المياه الراكدة مختلف أنواع البكتيريا اللاهوائية مثل: البكتريا نازعة النيتروجين، والبكتيريا الأرجوانية، والبريمية. وقد تشكل كل من هذه المجموعات البكتيرية خطرًا حقيقًيا على البيئة ومن يعيش في كنفها من بشر.

وشرح الأمر، بقوله:” إن بعض الميكروبات المجهرية تعتمد في ضمان انتقالها من شخص مريض إلى شخص سليم، على عناصر حية تُسهم في إتمام عملية الانتقال، وتسمى ناقلات الميكروبات الحية، مثل البعوض أو بعض الحشرات، حيث تستخدم ناقلات الميكروبات الحية وسائل كالقرص أو العض أو اللدغ أو اللسع، في تسهيل إدخال الميكروبات العالقة على سطحها أو في إفرازات جهازها الهضمي للجسم البشري”.

وتابع:”يجدر بنا أن نقول أيضًا، إن ناقلات الميكروبات الحية قد تكون مهمة في إتمام عملية انتقال الجراثيم من مكان إلى آخر فقط، بينما في أنواع أخرى من الجراثيم، تقوم ناقلات الميكروبات الحية بمهمة احتضانها، وتمكينها من النمو والتكاثر والنضج، قبل الدخول إلى جسم الإنسان”.

وقال:” لقد أصبح واضحاً للعيان غياب البنية التحتية الفاعلة في تصريف المياه بطريقة صحية وهو ما يسمى بالصرف الصحي، وغياب برامج حراثة الأراضي الزراعية بطريقة منظمة ومدروسة وهما وبلا شك سببان لانتشار الحشرات، وأيضًا لحدوث أمراض ميكروبية قد تكون خطيرة بل ومهددة للحياة”.

وقدم المحروس نصائح للوقاية من الإصابة بأي مرضٍ ميكروبي تنقله الحشرات والبعوض، مشيراً إلى أن الإجراء الأول هو الوقائي المبدئي لمنع تكاثر تلك الحشرات والبعوض على مستوى الأفراد وفي محيط تواجد سكن كل فرد، خصوصًا وأن المعنيين بالأمر كما يبدو غير ملتفتين لحجم الضرر البيئي بسبب ذلك، موصياً بالتخلص من المياه الراكدة في بداية الأمر، وخاصة تلك التي تتجمع بعد هطول الأمطار، حيث أن هذا الإجراء كفيل بتقليل أعداد البعوض حول محيط المنزل والحديقة.

وعن رش المبيدات الحشرية في الأحياء السكنية، ذكر بأن هذا الإجراء يدور حوله الكثير من الجدل العلمي في أوساط المتخصصين والباحثين حول تحديد مكونات تلك المبيدات بطريقة مدروسة وما الذي يسمح به من مواد مضافة فيها، بل ونسبة تركيزها غير الضار للجنس البشري، وعليه هل لها تأثير على الجنس البشري أم لا؟. وبعد هذا، يتم نقاش مدى مفعولها في قتل الحشرات.

وأوصى باستخدام منتجات مخصصة لطرد الحشرات والبعوض عن جسم الأنسان وهي عبارة عن دهانات توضع على البشرة، حيث توضع هذه المنتجات على البشرة والملابس في حال كانت كميات الحشرات والبعوض كثيرة ولا يمكن السيطرة عليها، أو في حال التواجد بالقرب من أو العمل في المزارع والنخيل، مؤكداً بأن هذه المنتجات آمنة عند استخدامها للأطفال الذين أعمارهم أكبر من شهرين والكبار على حد سواء.

ونصح بارتداء الملابس التي تُغطي الجسم بشكل شبه كامل، منوهاً إلى عدم الغفلة عن تغطية الرأس والرقبة لأنهما عرضة لقرص البعوض والحشرات، بل وحتى تغطية الوجه إذا استدعى الأمر وذلك عن طريق استخدام الناموسية (قبعة بها شبك).

وأكد المحروس على أن هذه الإجراءات الفردية، لا تعفي المعنيين بطبيعة المشكلة، وهم يرون تلك الكائنات المجهرية الممرضة تسرح وتمرح في الأحياء السكنية، من معالجة جذورها الحقيقية عن طريق إعادة النظر في شبكات التصريف الصحي، وعدم الاكتفاء برش الأحياء السكنية بمبيدات حشرية عليها الكثير من التساؤلات.

وختم بقوله:” إن مناظر رش المبيدات عن طريق السيارات والتي تحوم في الأحياء السكنية في الصباح الباكر في بعض المناطق، وبينما الناس نائمون أمر لا تقبله الكثير من الدول وبالخصوص المتقدمة منها، ولكنه يمارس لدينا وبدم بارد!”.


error: المحتوي محمي