من القطيف.. حكمة طاغور تترك أصدقاء «آل عبدالحي» ينتظرون على جدران تراث الخبر

لم تخفق الفنانة سيما آل عبدالحي في اختيار الثيم الخاص بالدعوة لمعرضها الشخصي الثالث، حين اختارت كتابًا قديمًا يمثل دعوتها لمعرضٍ تشكيلي، فاللوحات في المعرض كانت بمثابة الكتب القديمة أو بالأصح كتب الروايات الأسطورية القديمة.

الأعمال في المعرض الذي افتتح يوم 18 إبريل ويستمر حتى 29 أبريل 2019، اقتربت من الـ175 عملًا فنيًا، تنوعت الخامات المستخدمة فيها ما بين؛ الخشب والكانفاس بعدة تقنيات مختلفة.

وحمل المعرض المقام في قاعة تراث الصحراء بالخبر اسم “صديق ينتظر”، وعن اختيار الاسم قالت آل عبدالحي لـ«القطيف اليوم»: “لأنهم أجمل أصدقاء وينتظرون لمسة أو همسة أو قراءة سطر، وما أن تفتح هذا الكتاب أو ذلك أو حتى أن تمسح الغبار من على مغلفاتهم لأن لديهم من اليقين والمعرفة ما لا يخط لحي على البال”.

وأضافت أن طاغور شاعر الهند العظيم قال يومًا ما: “الكتاب المفتوح هو عقل يتكلم، والمغلق هو صديق ينتظر، والمنسي هو روح تسامح، والممزق قلب يبكي”، وتقول: “وصلتني هذه المقولة بعد أن أصبحت صديقة أعتبر جديدة للكتاب، وأثرت في نفسي كثيرًا، وعلى إثرها قررت أن أمسك بغلاف الصديق الذي ينتظر وأدعه عقلًا يتكلم، ودعوتكم للحضور وها أنتم هنا، لن تتكلفوا حتى أن تحركوا صفحات الكتاب، فقط أمعنوا النظر، وهذا أقل ما يمكن”.

وتتحدث لوحات سيما عن حياة كاملة بكل تفاصيلها الدقيقة، والتي تختصر اثنتي عشرة قصة، فيها من المعارف والعبر الكثير، فتراها تتكلم عن ذلك العظيم الذي كان له حلم بسيط وهو أن يبني سدًا من الحديد والآجر والحجارة وأن ينفق عليه كل ما يحصل عليه من مال، أو تحكي أساطير حقيقية أو خرافية لا أحد يستطيع في يومنا هذا الجزم بها، فكل من عاصرها دفن تحت التراب.

وقد استغرقت آل عبدالحي في تنفيذ اللوحات سنة وبضعة أشهر – بحسب قولها -، بالإضافة إلى أشهر للقراءة والاطلاع وإعداد الاسكتشات قبل التنفيذ.

من هي سيما آل عبدالحي:
– فنانة تشكيلية حاصلة على درجة البكالوريوس في عمارة التصميم الداخلي ودرجة الماجستير في الديكور الداخلي.

– لها العديد من المشاركات المحلية والدولية في كلٍ من: دول الخليج وبرلين وتركيا وبنجلاديش والتشييك وتركمنستان وكازاخستان والمغرب وغيرها.

– حاصلة على عدد من الجوائز في عدة مسابقات؛ آخرها المركز الثالث في معرض الفن المعاصر الرابع والعشرين لعام 2018.

– أقامت معرضها الشخصي الأول (من فوق الأرفف) عام 2009، والثاني (ضريح الألوان) عام 2012.


error: المحتوي محمي