متى تنتهي رحلة الأشباح؟!

تعدّ الاختبارات وسيلة من الوسائل المهمّة المستخدمة في قياس وتقويم قدرات الطلاب، ومعرفة ما وصّل إليه مستواهم التحصيلي، ومن ناحية أخرى تساعد في معرفة مدى تحقق الأهداف السلوكية، أو النواتج التعليميّة المطلوبة، وما يقوم به المعلم من نشاطات تعليمية، كمّا تساعد على رفع المستويات التحصيلية عند الطلاب.

& لماذا الامتحانات في حياتنا؟
معرفة الغث من الثمين، قال تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}.
لتحديد ما لدينا من إمكانيات.

نلاحظ كثيراً في العيادات النفسية ومن خلال الاستشارات الهاتفية أن عدداً من الطلاب والطالبات‫ – ‬حتى المتفوقين منهم ـ يعانون من الإخفاق أثناء الاختبارات الدراسية، ويشتكون من شدة القلق والتوتر أثناء الاختبارات، مما قد يكون عائقاً لبعضهم في تجاوز هذه الاختبارات، بل بات يشكل لهم شبحاً يطاردهم…

لماذا يقلق الطالب؟
هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى حصول قلق الاختبارات، وظهور القلق عند بعض الطلاب والطالبات، وهي مرتبطة بثلاثة عوامل رئيسية… فإما أن تكون الأسباب مرتبطة بالمنهج وطبيعته، أو بأستاذ المادة، أو بأسباب تعود إلى الطالب نفسه.

& ما أعراض قلق الاختبارات؟
إن للقلق عموماً أعراضاً مختلفة فمنها: أعراض نفسية، ومنها أعراض معرفية وأخرى جسدية، وهذه الأعراض يحصل جزء كبير منها مع من يصاب بقلق الاختبارات ومن ذلك ما يلي:
أعراض نفسية: كالتوتر وسرعة الانفعال، وسرعة الغضب، والشعور بعدم الاستقرار وعدم الراحة، وكثرة الخروج والدخول أحيانًا مع اضطراب في النوم.

أعراض ذهنية معرفية: كضعف التركيز، وضعف القدرة على الاستيعاب، وسرعة النسيان، والنظرة السلبية للذات، والشعور باليأس، وعدم القدرة على الإنجاز، والشعور بالإحباط، والخوف من الفشل.

والقلق في حد ذاته أمر محفز للإنجاز، إلا أنه إذا اشتد مع الطالب وزاد عن حده الطبيعي يؤدي إلى صعوبة التركيز وبالتالي إلى الإخفاق في الأداء الدراسي.

أعراض جسدية: إن القلق ـ عموماً ـ ومن أنواعه قلق الاختبارات، يصيب جميع أجزاء الجسم بأعراض متعددة، فمن ذلك الشعور بالصداع، والدوخة، والدوران، وغشاوة في النظر، ورعشة في اليدين، وتعرق، وشعور بالبرودة أو الحرارة في الأطراف، وآلام جسدية مختلفة، وشعور بالغثيان، وآلام في البطن، وإمساك أو إسهال، وقشعريرة في الجسم، وزيادة في دقات القلب، وطنين في الأذن، إلى غيرها..

ويعرّض الخوف الشديد من الامتحان الطالب لنوع من الشلل النفسي الذي تبدو أعراضه في مظاهر عدة، مثل عدم قدرته على الإجابة عن الأسئلة رغم معرفته بالأجوبة، وشعوره بالمرض كآلام الرأس أو المعدة التي غالباً ما يكون سببها نفسياً.

& كيف تتغلب على شبح الاختبارات؟
قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].
ولا تنس عندما تنجح في أي مرة في الانتصار على الخوف والتغلب عليه أن تهنئ نفسك وتكافئها على ما أنجزته حتى يكون ذلك دافعًا لك فيما بعد.

إن كل ما يحيط بك سواء كان أشخاصًا أو أشياء فهو يجعلك تشعر بوجودك، فلا تنكره أو تتجاهله مهما كان يشعرك بالخوف حتى تستطيع التعامل معه ومواجهته.

كلنا ينتابنا الخوف والقلق من الامتحانات ولكن القلق نوعان مرفوض ومحمود ومقبول؛ فالأول هو قلق الرغبة في النجاح والحصول على أعلى الدرجات وهو قلق محفز ومطلوب.
أما القلق والخوف المرفوض فهو الذي يؤثر على الثقة بالنفس ويثبط الهمة ويقلل من درجاتك بالرغم من سهرك ومجهودك.. وهذه الوصفة تضمن لك التخلص من قلقك.

ختامًا…
بإذن الله سوف تتخلص من أشباح القلق والخوف من الاختبارات أو الفشل أو من المستقبل أو الألم، كل ذلك بالتوكل على الله، فالاستعانة بالله من الإيمان.
وقال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.


error: المحتوي محمي