أكد المدرب أمين البراهيم أن دراسة الجدوى المفصلة لا يحتاجها من ينوي عمل مشروع صغير ووضعه المالي مناسب لعمله، فتكفيه المختصرة المبنية بشكل علمي، إلا في حال الحاجة إلى دعم مادي عن طريق قرض أو ممول من إحدى قنوات ومراكز دعم المشاريع التي تطلب دراسة جدوى للمشروع.
وقال “البراهيم” إن أغلب دراسات الجدوى بالمكاتب الخاصة هي من الإنترنت وغير مطابقة للواقع.
وأضاف أنه لا يشجع الخروج من الوظائف، ولكن خيار الاتجاه للمشاريع ليس سيئًا، واستعرض الأسباب التي تدعو البعض لاختيار للمشاريع بدلًا من الوظيفة، وهي التحول من موظف بالوظيفة إلى مدير بالمشروع، مع وجود الأمان الوظيفي وتحسين المستوى المعيشي والرغبة بدخل مادي أفضل.
وبيّن أهمية رأس المال التشغيلي عن التأسيسي لأنه عصب الحركة في المستقبل، بالإضافة إلى أهمية الإيمان بفكرة المشروع لإقناع الآخرين بتمويله.
جاء ذلك في محاضرة “خطوتك الأولى لتأسيس المشاريع” التي قدمها “البراهيم” ونظمتها اللجنة النسائية التابعة لجمعية العوامية، مساء يوم الأحد 14 أبريل 2019م بقاعة الحوراء بالعوامية، بحضور 45 رجلًا وسيدة.
وافتتح المدرب المحاضرة بعرض عدة إحصائيات وأرقام، منها أن 27 مليون أمريكي اختار أن يبدأ مشروعه على أن يكون موظفًا، ونسبة 14% من الأمريكيين اتجهوا لتأسيس مشاريعهم، وأنه يوجد 113 ثريًا سعوديًا في نادي أثرياء العالم.
وعرض بعض الصفات التي ينبغي لرائد الأعمال أن يتحلى بها، من حسن الإدارة وفن التفاوض والقيادة، والابتكار والإبداع وتحمل الإخفاق وغيرها.
واستعرض تجارب بعض الشركات الشهيرة وأسباب تراجعها أو إفلاسها، ومنها أنها لم تواكب التطور والتقنية، كشركة “نوكيا” التي كانت تستحوذ على 41% من سوق الهواتف النقالة في العالم في عام 2007، لكن في بداية عام 2014 لم تعد تستحوذ إلا على 4% من السوق لأنها لم تحافظ على الريادة والابتكار.
وعرّف “البراهيم” الاستثمار والمشروع الاستثماري، والمعنى المقصود بالسلعة أو الخدمة الاقتصادية، وتطرق لأنواع المشروع الاستثماري، والأهداف الاستثمارية للمشروع.
وأشار إلى أنه لعمل مشروع لابد من اختيار فكرة، وعمل تحليل مالي، ودراسة جدوى، وتحديد وبناء فريق العمل، وتحديد قائمة المتطلبات، والبحث عن التمويل، وبعدها البدء بالمشروع.
وأوضح ثقافة ونظام الشركة والشراكة بأنواعها، مع بيان أهمية الاتفاق على الأمور القانونية ومعرفتها في حال الشراكة وغيرها.
وشرح كلًا من الدراسة التسويقية والمالية والفنية والقانونية للمشروع، لافتًا إلى أن هناك مشروعات مرتبطة ارتباطًا تكامليًا، فتنفيذ مشروع معين يعني ضرورة تنفيذ المشروعات الأخرى، بينما هناك مشروعات مستقلة ليس هناك علاقة تبادلية وتكاملية بينها.
وعرض “البراهيم” ست خطوات مهمة قبل البدء بالمشروع وهي؛ اختيار السلعة المناسبة أو الخدمة المميزة، والتعرف على احتياجات الزبائن للسلعة أو الخدمة، ومعرفة كيفية عمل المشروع وطبيعة العمل، مع معرفة التكاليف المتغيرة والثابتة للمشروع، وتقدير دخل المشروع من المبيعات، بالإضافة لتحديد الفائدة من المشروع للمالك والعميل، وختم بعناصر نجاح المشروع وهي الخبرة والفكرة والمهارة ودراسة السوق.
يُذكر أن “البراهيم” قدم للحضور مجموعة أسئلة لاختبار الجاهزية للدخول في عالم الأعمال لتعينهم في حال عمل مشاريعهم.