دلفت البنت التي تدرس في نهاية المرحلة المتوسطة، غرفة أمها باكية، سألتها الأم عن سبب بكائها، فردت بنبرة حزن: “المدرسة طلبت من كل طالبات الفصل ٣٠٠ ريال من أجل حفل التخرج لهذا العام”.
بضعة أيام وينتهي العام الدراسي لجميع المراحل الدراسية، وسنرى تسابق مدارس البنات بالخصوص ورياض الأطفال، لإقامة حفلات التخرج، تلك الظاهرة الدخيلة علينا مؤخرًا، حيث لم تكن موجودة قبل عقد من الزمان.
فيما مضى كانت الأسر المتعففة التي لديها طالبات يدرسن تعاني في بداية كل عام دراسي من “ضربة” متطلبات المدارس المؤرقة لوضعهم المادي، فكيف بضربتين على الرأس، بعد أن أمسى لنهاية العام ضربة ثانية!
الفتاة التي استهلينا بمعاناتها، فإن ظرف عائلتها المادي لا يُمَّكِنُها من دفع المبلغ المطلوب للمدرسة، وهذا الأمر ينطوي على عدة عوائل مشابهة لهذا الوضع المادي، مما يشكل “بعبع” مخيفًا يمر سنويًا على تلك الأسر.
تدعي بعض المدارس “خطأً” أنها تراعي التباين المادي لكل طالبة، فما تطلبه من الطالبة المقتدرة يختلف عن ما تطلبه من الطالبة دون ذلك، وهذا ليس حلًا للمشكلة بل على العكس يزيد الأمر سوءًا؛ خاصة عندما نجد في الطرف المقابل من الأسر ذات الوضع الاقتصادي الجيد، التمادي بشكل مسرف في الإنفاق على بناتهم في حفلات دون مراعاة لتلك الفئة آنفة الذكر.
فهل يتم بالفعل القضاء على هذا الجاثوم المؤرق والقابع على صدر تلك الأسر في نهاية كل عام دراسي؟!
هذا الأمر مناطة مسؤوليته إلى هيئات التدريس النسوية لجميع المراحل الدراسية.