في التوبي.. كبار السن يسترجعون ذكرياتهم

استرجع كبار السن بالتوبي صباح يوم السبت 13 إبريل 2019م، ذكرياتهم القديمة عندما شاهدوا مجموعة من الصور  ومقاطع الفيديو التي صوّرها عبدالرسول الغريافي و محسن الحمادي، وذلك من خلال دعوة وجهها لهم الغريافي وأحمد آل رضوان أبو أسامة وبحضور لفيف من الأهالي.

وتحدث الغريافي عن الفكرة قائلًا: “الفكرة تشبه ما يسمي بال flash back وهي فكرة توثيق فعاليات أو معالم في زمن غير زمنها والذي قد مضى عليه ردح من الزمن وعفا عليها الدهر وسحب عليها ديله فلم يعد باقيًا منها شيء إلا ما تحمله الذاكرة فما سمع عنه ولم ير يصعب توثيقه أو لعل أفكار من كان في سن مبكرة وتقصر مقدرته عن التوصّل للجرأة بأن يحمل كاميرا لتصويره”.

وتابع: “كانت فكرة استعادة الأشياء من أجل تصويرها تراودني منذ الطفولة كفكرة تعليق الفوانيس التي كان يعلقها العامل على جدران الأزقة والطرقات من أجل الإنارة ليلًا.. أو أن بعضها قد تم تصويره سابقًا ولكن ليس كما ينبغي أو ليس من جميع زواياها”.

وأضاف أنه عندها يتمنى المهتم بالتوثيق أن تعود تلك اللحظات بشكل معجز لكي يسافر الموثّق بكاميرته متغلغلًا في أعماقها، وفي الأثناء ومن حيث لا يشعر وهو يتخيلها ويتخيل جميع عناصرها فيجد نفسه فجأة في معمعة تصميمها، وخصوصًا إن كان هناك من يشجعه من أمثال أحمد رضوان الذي كان يحمل نفس وهج الفكرة.

وأكد أن من هذا المنطلق جاءت فكرة توثيق أهمية البسرة الخنيزية التي كان لها شأن عظيم في دعم اقتصاد القطيف وبسبب أهميتها في إدرار الدخل على أغلب أفراد المجتمع؛ ففي مراحل نضوجها الأولى كانت تغذّي أهالي المنطقة وبسبب تحمّلها ومقاومتها لدرجة الحرارة فقد استطاعت الرطبة الخنيزية أن تقوم بدورها الفعّال في رفع مستوى اقتصاد الكثير من الأهالي في القطيف فهي تثري السوق رطبًا وتنفع التجار في تسويقها في أسواق الخليج بسرًا ومن ثم تسلق وتجفف وتصدر للهند ويعمل منها الفراك وأخيرًا في آخر موسمها تخزن بعد كنزها في القلال كتمور.

وأشار إلى أن هذا هو أساس الفكرة التي راودته والتي جاءت متخاطرة ومتفقة مع أفكار صديقه العزيز أحمد رضوان والذي بذل جهدًا عاليًا من أجل توفير تلك البيئة، وقال: “من هنا بدأنا في تصميمها في بيئة زراعية بشكلها القديم الذي يعود اقله إلى نهاية الستينيات من القرن الماضي أي لتعطي طابعًا يعود لأربعين وخمسين بل وستين سنة مضت”.

وأردف: “لقد لقي هذا المشروع إخراجًا ناجحًا كما كان ينبغي وقدمه بنفس الطابع القديم وقد بذل من أجل إنجاحه جهودًا جبارة ومضنية كالاستعانة بذوي الخبرات ممن كانوا يعملون فيها في ذلك الوقت وجلب بعض الإكسسوارات كشاحنة قديمة وحمير وسايسهم وقدور ورصاصين لصف عروق العذوق وسلاقين وغيرها”.

وأكمل: “في الحقيقة كانت الفكرة مكلّفة ومتعبة ولكنها أتت أكلها ولقت النجاح لتحول ذلك الحدث التاريخي القطيفي المجهول إلى حدث موثق يشهده كل باحث ويتعرف عليه الجيل الحديث والمستقبلي لمعرفة مدى عراقته”.

واختتم الغريافي قائلًا: “الفيلم المعروض يعيد تاريخ الأجداد والذي تم عمله قبل 11 سنة ببلدة التوبي حيث إنه صوّر عام 1429هـ”.


error: المحتوي محمي