هيفاءُ فاتنةً حسناءُ ناهدةً
تحكي الملائكَ إلا أنها بشرُ
تهوي السماواتُ شوقاً تحت أرجلها
كما تهاوى نجومُ الكونِ والقمرُ
لو فتّشوا الكونَ طراً عن أميرته
لما تعدّى خطاها الحبُ والقدرُ
صِيغت من الذهبِ المصقولِ جوهرةً
يذوبُ عشقاً على أعتابها الحجرُ
خفيفة الظلّ تحكي الوردَ رائحةً
عظيمة الفكرِ تصغي ثم تبتكرُ
لها محيا يحاكي الشمسَ طلعتها
يشعُ ضوءا على الدنيا فتستعِرُ
لها قوامٌ إذا جاءتْ مسلّمةً
يراقصُ الكونَ لا يُبقى ولا يذرُ
إذا رمَتْكَ بسهم العينِ باسمةً
تحيا هواها ولا تقوى فتحتضِرُ
لم يخلقِ اللهُ في الدنيا عذوبَتَها
صدر الوجود وباقي الخلق ينتظرُ
إن حَدّثَتْ صَدَقَتْ أو عاتبتْ عَذَرت
تحكي جمالَ الهدى فضلاً وتعتذرُ
كلُّ الجراحِ إذا قابلتها التأمَتْ
حتى الفراق إذا جاءتكَ ينجبرُ
حوريةُ الخلق لم يُخلق لها شبهٌ
في العالمين فلا جنٌ ولا بشرُ
واللهِ تضحكُ دنيانا إذا ضَحِكتْ
حتى تكاد قلوبُ الناس تنبهرُ
ولو رأى يوسفُ الصدّيقُ طلعتَها
لقال هذا أنا حقاً ويفتخرُ
إنسيةُ الخلق إلا أنها ملك ٌ
فاق الملائكَ قدراً والهوى قدرُ …